أفاد مفوض التمييز العنصري، جيريدهاران سيفارامان، أن الحرب في غزة أدت إلى “موجة مرعبة” من العنصرية، ودعا الحكومة إلى التحرك في خطاب له. ووفقًا للمفوض، فإن المزيد من الأستراليين يواجهون حاليًا معاداة السامية والعنصرية ضد العرب وضد الفلسطينيين وخطاب الكراهية ضد الإسلام، مشيرًا إلى أن “بعض أساليب الحكومة تثير الخلافات بين المجتمعات”.

تأثير الصراع على المجتمعات الأسترالية

أكد جيريدهاران سيفارامان وفريقه في اللجنة الأسترالية لحقوق الإنسان (AHRC) أن المجتمعات في أستراليا تشعر بـ”التجريد من الإنسانية” بسبب الصراع في الشرق الأوسط. وفي خطاب أمام نادي الصحافة الوطني، حث سيفارامان الحكومة على اتخاذ إجراءات بناءً على عدة توصيات لمكافحة العنصرية. وذكر في خطابه أن “كل تجربة عنصرية فريدة بالنسبة للضحية، لكن الحقيقة هي أن عددًا أكبر من الناس يتعرضون للأذى بهذه الطرق أكثر من أي وقت مضى”.

وأشار سيفارامان إلى أن الحرب في غزة أدت إلى “موجة مرعبة من معاداة السامية، والعنصرية ضد العرب، والعنصرية ضد الفلسطينيين، وخطاب الكراهية ضد الإسلام”. وأكد أن ذكر هذه الأشكال المختلفة من العنصرية لا يعني المساواة بينها أو إبطال صحة أي منها.

وقد أجرت اللجنة الأسترالية لحقوق الإنسان مشاورات مع أعضاء من الجاليات اليهودية والفلسطينية والعربية والمسلمة الأسترالية ضمن مشروعها “مرئي ومسموع” (Seen and Heard). ووجد المشروع، الذي تموله الحكومة الفيدرالية، أن هذه المجتمعات تشعر بـالتجريد من إنسانيتها عندما لا يتم الاعتراف بمعاناتها في الداخل أو الخارج.

توصيات للحكومة لمكافحة العنصرية

يعتقد سيفارامان أن “بعض أساليب الحكومة تضع المجتمعات في مواجهة بعضها البعض بدلًا من تعزيز الحلول المشتركة”. وقد أشار إلى “الإطار الوطني لمكافحة العنصرية” الصادر في نوفمبر، والذي يتضمن 63 توصية، معتبرًا أنه “جاء في لحظة حاسمة”.

يدعو الإطار إلى عدة تغييرات قانونية وسياسية رئيسية، مثل إدخال إطار وطني يلتزم بعشر سنوات، يتضمن الاعتراف بـ”الطبيعة المنهجية والهيكلية للعنصرية” و”التأثيرات التاريخية والمستمرة للاستعمار الاستيطاني على شعوب السكان الأصليين”.

جهود مكافحة العنصرية يجب أن تتمحور حول السكان الأصليين

يؤكد سيفارامان على أن الإطار يجب أن يتضمن تعريفًا وطنيًا متفقًا عليه للعنصرية بالنسبة للسكان الأصليين. وقال: “لا يمكن أن يكون هناك عدالة عرقية في أستراليا دون تحقيق العدالة لشعوب الأبوريجيني وسكان جزر مضيق توريس”. وأضاف أن “كل مظاهر العنصرية في هذا البلد تنبع من العنف الأصلي ضد الشعوب الأولى”، مؤكدًا على ضرورة النظر إلى الماضي لتوجيه القرارات المستقبلية.

واختتم سيفارامان بالقول: “أحيانًا، يتعين علينا إجراء محادثات صعبة وسماع حقائق غير مريحة. ولكن القيام بذلك ليس وسيلة لتقسيمنا، بل هو عمل قوي من أعمال الوحدة”.