تخطط شركة جلمور سبيس تكنولوجيز الأسترالية لإطلاق صاروخ مداري جديد خلال أشهر، وذلك بعد تحليق قصير وصادم لصاروخها الأول الذي تحطّم أمس.

كان الصاروخ، الذي يبلغ ارتفاعه 23 مترًا، قد حلّق لمدة 14 ثانية فقط قبل أن يسقط ويتحطم عند منصة الإطلاق بالقرب من بلدة بوين، على بعد 1000 كيلومتر شمال بريزبان. ورغم قصر مدة الرحلة، يُعتبر هذا الإطلاق خطوة كبيرة ومهمة نحو دخول أستراليا مجال صناعة الفضاء.

الفشل هو جزء من مسيرة النجاح

أوضح آدم جلمور، الرئيس التنفيذي للشركة، أن سبب تحطم الصاروخ يعود على الأرجح إلى عطل في المحرك، لكنه أكد أن العمل جارٍ بالفعل على إعداد صاروخ آخر. وأضاف: “علينا الانتهاء من الصاروخ الثاني خلال الأشهر القليلة المقبلة، وإحضاره إلى هنا لإطلاقه”.

وأعرب جلمور عن أمله في أن يصل الصاروخ القادم إلى مداره بنجاح، وأن يحمل الصاروخ الذي يليه قمرًا صناعيًا تجاريًا. وتطمح الشركة إلى إطلاق أربعة صواريخ سنويًا، وزيادة هذا العدد تدريجيًا ليصل إلى أكثر من 12 صاروخًا في السنة.

الخبراء يثنون على المحاولة رغم فشلها

يرى خبراء صناعة الفضاء أن فشل الإطلاق الأول يجب أن يُعتبر إنجازًا كبيرًا. فشركة جلمور سبيس تكنولوجيز، التي تدعمها رؤوس أموال خاصة وحصلت على 5 ملايين دولار من الحكومة الأسترالية، أطلقت صاروخ “إيريس”، الذي يوصف بأنه أول صاروخ مداري تجاري للبلاد.

وأكد باولو دي سوزا، عميد كلية الهندسة في جامعة إديث كوان والعامل السابق مع وكالة ناسا، أن “علوم الصواريخ ليست بالأمر السهل، ومن شبه المستحيل أن تنجح المحاولة الأولى”. وأضاف أن الفريق بالتأكيد قد جمع الكثير من البيانات التي ستساعده على فهم ما يمكن تحسينه.

موقع أستراليا ميزة إضافية

من جهته، وصف عالم الفيزياء الفلكية جونتي هورنر من جامعة جنوب كوينزلاند هذا الإطلاق بأنه “أفضل محاولة أولى شهدها على الإطلاق”. وأوضح أن “كل منظمة أطلقت صواريخ إلى الفضاء بنت نجاحاتها على أكتاف إخفاقات مدوية”.

وأشار هورنر إلى أن موقع أستراليا الشمالي القريب من خط الاستواء يمنحها ميزة كبيرة في رحلات الفضاء، حيث يساعدها دوران الأرض على الوصول إلى المدار بسهولة أكبر. وتوقع أنه من الممكن إطلاق قمر صناعي من أستراليا في غضون خمس سنوات.

فوائد اقتصادية لبلدة بوين

جذبت محاولة الإطلاق حشودًا من الزوار إلى بلدة بوين، ما أدى إلى انتعاش السياحة فيها. واصطحب أليستير سويرز طفليه من المدرسة لمشاهدة هذا الحدث التاريخي، معتبرًا أن المحاولة كانت شجاعة، ومعربًا عن أمله في أن تحاول الشركة مجددًا.