أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن خطط لفرض تعريفة جمركية عالمية تتراوح بين 15 و20 بالمئة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بمن فيهم أستراليا. هذا التصريح، الذي جاء خلال مؤتمر صحفي في اسكتلندا، يشير إلى احتمال مضاعفة التعريفة الحالية المفروضة على العديد من الدول.

تخضع معظم الدول التي تتعامل تجاريًا مع الولايات المتحدة، بما في ذلك أستراليا، حاليًا لتعريفة جمركية “أساسية” بنسبة 10 بالمئة. وفي أبريل الماضي، أعلن ترامب عن تعريفات “متبادلة” أعلى للعديد من البلدان، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد، حيث أوقفها للسماح بوقت للتفاوض على صفقات تجارية جديدة.

لم تتأثر أستراليا بالتعريفات “المتبادلة” الأعلى سابقًا، لكن تعليقات ترامب الأخيرة توحي بأن صادراتها قد تتأثر بالتعريفة العالمية الجديدة المرتفعة. وقد صرح ترامب بأن الهدف من هذه الخطوة هو “تحديد تعريفة جمركية، بالأساس، لبقية العالم”، مشيرًا إلى أنها ستكون الثمن الذي يجب دفعه لممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة، نظرًا لصعوبة عقد “200 صفقة” فردية.

موقف أستراليا والمهلة الوشيكة

طلبت هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC) تفاصيل إضافية من إدارة ترامب، لكنها لم تتلق ردًا بعد. وفي بيان، أكد متحدث باسم وزير التجارة الأسترالي دون فاريل أن “موقفنا لم يتغير — أي تعريفات جمركية على السلع الأسترالية غير مبررة وتُعد عملًا من أعمال الإضرار الاقتصادي بالنفس”. وأضاف المتحدث أن أستراليا ستواصل “التواصل على جميع المستويات للدعوة إلى إزالة جميع التعريفات الجمركية، بما يتماشى مع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة”.

خلافات تجارية سابقة وعقبات غير جمركية

من المقرر أن تنتهي المهلة المحددة لوقف التعريفات المتبادلة التي فرضها ترامب يوم الجمعة. وكان ترامب قد أبلغ قادة أكثر من 20 دولة، في وقت سابق من هذا الشهر، عن هذه التعريفات الجديدة.

قبل إعلان ترامب عن خططه الشاملة للتعريفات في أبريل، كانت أستراليا تحاول التفاوض على إعفاء منها. وقد صرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن اتفاقية التجارة الحرة بين أستراليا والولايات المتحدة، وعجز أستراليا التجاري طويل الأمد مع الولايات المتحدة، يعنيان أنه لا ينبغي فرض أي تعريفة على الواردات الأسترالية.

لكن الولايات المتحدة أثارت قضايا تتعلق بما تسميه “الحواجز غير الجمركية” أمام التجارة مع أستراليا. وتشمل هذه الحواجز متطلبات إلزام منصات التواصل الاجتماعي بدفع تعويضات للمؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل المحتوى الإخباري، ونظام المنافع الصيدلانية (PBS) الذي يلزم شركات الأدوية بالتفاوض على الأسعار مع الحكومة بدلًا من المشترين الأفراد. وفي إعلانه عن التعريفات في أبريل، انتقد ترامب أيضًا ضوابط الأمن البيولوجي التي منعت بيع اللحوم الأمريكية إلى أستراليا، وهي قيود أعلنت الحكومة الأسترالية الأسبوع الماضي أنها بصدد رفعها.

اتفاقيات تجارية أخرى

في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأحد الماضي عن اتفاق “إطاري” يقضي بخضوع صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة لتعريفة جمركية بنسبة 15 بالمئة. وكان ترامب قد هدد الاتحاد الأوروبي في وقت سابق بفرض تعريفة بنسبة 30 بالمئة.

كما أشار ترامب إلى التعريفة العالمية الجديدة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الاثنين. وكانت المملكة المتحدة والولايات المتحدة قد أعلنتا عن اتفاق في مايو الماضي يثبت التعريفة الأساسية البالغة 10 بالمئة على الواردات البريطانية، ولكنه يوفر إعفاءات للصلب ولحوم البقر البريطانية.

وقد أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا عن اتفاقيات مع عدة دول أخرى، بما في ذلك اليابان وإندونيسيا وفيتنام، علمًا بأنه لم يتم الكشف إلا عن تفاصيل العناوين الرئيسية لهذه الاتفاقيات، وهي لا تزال خاضعة لمزيد من المفاوضات.