في أدبيات الحزب السوري القومي الإحتماعي الممانع، فإن قبرص هي نجمة هلالهم الخصيب..

لكن هذه النجمة تشهد “طحشة” إسرائيلية تجعل من قبرص “مستوطنة” إسرائيلية بامتياز.

فعلى سبيل المثال، عندما دخل الإسرائيلي «دورون» (اسم مستعار) مع عائلته إلى المطعم الشامي الصغير في مدينة ليماسول القبرصية، كان مزهواً ومرحاً. قال بالعبرية، معتقداً أن لا أحد من الزبائن يتقنها: «لا نستطيع أن نأكل حمص في دمشق، فعلى الأقل نأكله في مطعم سوري هنا». وضحكوا جميعاً

لكن هذه لم تكن مزحة عادية، بل تنطوي على كثير من الرمزية التي تتجاوز مساحة مطعم صغير.

«مستوطنة إسرائيلية»

يعيش اليوم في قبرص نحو 15 ألف إسرائيلي، ويثير وجودهم نقاشات حادة بلغت حد قيام الأمين العام لحزب «أكيل» اليساري، وثاني أكبر الأحزاب في البلاد، ديميتريس خريستوفياس، بالتحذير من ظاهرة «غزو استيطاني يهودي للجزيرة». وخريستوفياس، الذي شغل منصب رئيس الجمهورية (2008 – 2013)، شخصية مرموقة في البلاد ويحظى بقبول شعبي، بينما يراه دبلوماسي إسرائيلي خدم في نيقوسيا، «شخصية خطيرة ومؤثرة، وينبغي لإسرائيل التواصل معه حتى يعدل عن هذا الخطاب المتطرف».

التلفزيون الإسرائيلي الرسمي «كان 11»، بث تقريراً في الأسبوع الأخير بعنوان «قبرص إكسبرس» يحكي عن حياة الإسرائيليين في قبرص، مستخدماً تعبير «مستوطنة إسرائيلية». والتقى معدو التقرير عدداً من الإسرائيليين الذين استقروا في الجزيرة، وغالبيتهم أكدوا أنهم لا يفكرون في العودة إلى البلاد في السنوات القريبة، لأنهم يرون أن العيش في قبرص أفضل منه في إسرائيل.

قسم كبير منهم أناس ناجحون، في مجالات العقارات والطب والتكنولوجيا والتجارة ويجدون أن العلاقات الإنسانية هنا غير موجودة في إسرائيل. واللافت أن هذه الهجرة بدأت تشكل جالية فعلية، لديها مدارس يهودية ومعابد يهودية ومطاعم «كوشير» (حلال) وعمارات شاهقة وأحياء بغالبية إسرائيلية في المدن الأساسية مثل ليماسول وبافوس ولارنكا وأيا نابا. واللغة العبرية مسموعة بوضوح في الأسواق والمطاعم والفنادق الفخمة، وقد باتت لديهم حتى مقبرة يهودية.

تكرت ما قاله السيد حسن نصرالل في شهر يونيو 202،: «فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية جزء من الحرب، وستتعاطى معها المقاومة على أنها جزء من الحرب».

ومع أن قبرص ردت على ذلك بنفي المعلومات، فإن النفي لم يقلّل من شأن علاقات التعاون العسكري الواسع بين البلدين. فهي لا تزال مستمرة وثابتة.

يبدو أن نجمة الهلال الخصيب تتحوّل الى مستوطنة إسرائيلية.. وحراس الزوبعة لاهون عن ذلك بتدعيم استعراضاتهم وعرّاضاتهم في شارع الحمرا؟!.