ظهر رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق سكوت موريسون أمام لجنة تابعة للكونغرس الأمريكي، محذرًا من التهديدات الاقتصادية المتصاعدة من الصين، وداعيًا الولايات المتحدة إلى عدم الاستهانة بهذه المخاطر، خاصة ما يتعلق باستخدام بكين للتجارة كسلاح سياسي.

وأشار موريسون إلى أن الصين فرضت عقوبات تجارية غير قانونية وتسببت في قطيعة دبلوماسية خلال فترة توليه المنصب، عقابًا لأستراليا على ولائها للولايات المتحدة، مضيفًا أن هذا الموقف الصعب أكسب بلاده خبرات قيمة يمكن أن يستفيد منها الأمريكيون.

وأكد موريسون في كلمته أمام “اللجنة الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني” أن “تعزيز وتوسيع شبكة التحالفات الأمريكية ضرورة ملحة، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي”، محذرًا من التهاون في التعامل مع التهديد الصيني.

تمت دعوة موريسون للإدلاء بشهادته أمام اللجنة التي تشكلت عام 2023 لتقييم تهديدات الحزب الشيوعي الصيني، ووضع خطة لحماية المصالح الأمريكية. وتركز اللجنة بشكل خاص على الاعتماد الأمريكي على الصين في واردات المعادن النادرة الضرورية للصناعات التكنولوجية.

وقال النائب الديمقراطي راجا كريشنامورثي، أحد قادة اللجنة: “بإمكان الصين التأثير بشكل مدمر على الاقتصاد الأمريكي بضغطة زر”.

تحول في الأسلوب الصيني بعد الانتخابات الأسترالية

وأوضح موريسون أن الصين غيرت أسلوبها بعد فوز حزب العمال في الانتخابات الأسترالية عام 2022، متبعة نهجًا جديدًا يعتمد على “الدبلوماسية الناعمة المليئة بالمجاملات” بهدف التأثير على أستراليا وفصلها عن واشنطن.

لكنه حذر من وهم إمكانية التوصل إلى حلول عبر الحوار مع بكين، قائلاً: “علينا أن نكون واقعيين، فهذه الأزمة لن تُحل بالكلام”.

نموذج أسترالي للمواجهة

وشارك في الجلسة أيضًا السفير الأمريكي الأسبق لدى اليابان، راهم عمانوئيل، الذي أشاد بموقف أستراليا، معتبرًا أنه يشكل نموذجًا يحتذى به في التصدي للإكراه الصيني. ودعا إلى تشكيل “تحالف مناهض للإكراه” على غرار المادة الخامسة في حلف الناتو، والتي تنص على أن الهجوم على أحد الأعضاء يُعد هجومًا على الجميع.

لكنه حذر في الوقت نفسه من أن السياسات التجارية الأمريكية، خاصة تلك التي تنتهجها إدارة ترامب، قد تؤدي إلى ردود فعل موحدة من الحلفاء ضد واشنطن نفسها.

التلاعب بالرأي العام الغربي

وأكد موريسون أن الحزب الشيوعي الصيني يسعى للتأثير على الرأي العام داخل الديمقراطيات الغربية، مشيرًا إلى نتائج استطلاع حديث من معهد لوي أظهر أن عدداً متزايداً من الأستراليين باتوا يرون في الصين شريكًا اقتصاديًا بدلاً من تهديد أمني.

وقال: “هذا بالضبط ما يسعى إليه الحزب الشيوعي الصيني، أن تغفل الديمقراطيات الغربية عن الخطر المحدق بها”.

عقوبات اقتصادية قاسية

وأشاد أعضاء اللجنة بثبات موقف أستراليا في وجه الضغوط الصينية، حيث فرضت بكين عقوبات واسعة شملت الشعير، اللحوم، الأخشاب، الفحم، الكركند، والنبيذ، الذي فُرض عليه تعريفة بنسبة 220%.

وقال موريسون: “الألم الذي تعرض له قطاع النبيذ الأسترالي كان حقيقيًا”، مضيفًا أن بعض الزجاجات وُصفت بـ”نبيذ الحرية”، لكنها لم تعوض الخسائر. وأضاف: “إذا أردت مواجهة الصين، فعليك أن تتحمل الضربات، والأفضل أن تتحملها مع أصدقائك، بشرط أن يحضر الأصدقاء”.

الصين أرادت معاقبة أستراليا لتخويف الآخرين

وأكد موريسون أن الهدف الرئيسي للصين من معاقبة أستراليا كان “جعلها عبرة لبقية حلفاء أمريكا في المنطقة”، وأشار إلى أن اتفاقية AUKUS مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كانت رداً استراتيجيًا على هذه التهديدات.

وكانت اللجنة قد نشرت، قبل جلسة موريسون، رسالة دعم لتحالف AUKUS موجهة إلى وزير الدفاع الأمريكي، وسط مخاوف بشأن التزام إدارة ترامب بهذا التحالف ضمن سياسة “أمريكا أولاً”.

وفي ختام الجلسة، قال النائب الجمهوري جون مولينار، رئيس اللجنة: “علينا أن نضاعف جهودنا فيما تخشاه بكين أكثر من غيره، وعلى رأسها تحالف AUKUS”.