كشفت تدريبات “تاليسمان سابر 2025” عن فجوة كبيرة في قدرات القوات المسلحة الأسترالية في مجال النقل البرمائي من السفن إلى الشواطئ، رغم الخطط الطموحة لتوسيع هذه القدرات. وتعتمد القوات حالياً على عدد محدود من الوسائط القديمة، في وقت تتأخر فيه عملية تسليم زوارق الإنزال الجديدة.
خلال التدريبات التي أُجريت بين 13 و27 يوليو بمشاركة عدة دول، برز هذا القصور جلياً. ففي 19 يوليو، قامت سفينة إنزال أمريكية من طراز LCU “USAV Paulus Hook” بتحميل أربع دبابات “أبرامز M1A2 SEPv3” ومركبة إنقاذ مدرعة من ميناء تاونسفيل بشمال كوينزلاند، لنقلها إلى ميناء غلادستون ضمن أحد أنشطة التدريب البالغ عددها 800 نشاط.
رحلة طويلة عبر المحيط الهادئ
وصلت السفينة الأمريكية إلى أستراليا بعد رحلة بحرية استمرت 22 يوماً من ميناء يوكوهاما الياباني بسرعة متوسطة بين 10 و12 عقدة. وتتبع هذه السفينة لوحدة النقل الخامسة التابعة للجيش الأمريكي، والتي أُنشئت حديثاً في اليابان كجزء من التوسع اللوجستي والبرمائي الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وهناك محادثات جارية بشأن تمركز زوارق أمريكية مماثلة في أستراليا.
تزن السفينة “Paulus Hook” نحو 584 طناً، وتقترب حمولتها الحالية من الحد الأقصى البالغ 318 طناً، وهو ما يعادل حمولة ثماني طائرات نقل من طراز C-17. وقد جرى تحميل المركبات في تاونسفيل بواسطة رافعة.
فجوة في القدرات
لا تمتلك القوات المسلحة الأسترالية – سواء الجيش أو البحرية الملكية – أي وسائط إنزال تقارن بإمكانيات السفن الأمريكية من فئة Runnymede. وتعتمد القوات على زوارق إنزال قديمة من طراز LCM-8 تعود إلى حقبة حرب فيتنام، وهي غير قادرة على نقل دبابات. أما زوارق الإنزال من طراز LCM-1E التابعة لحاملات المروحيات من فئة “كانبيرا”، فيمكنها نظرياً نقل دبابات M1A1، إلا أن النسخة الجديدة M1A2 SEPv3 أثقل وتتطلب اختباراً فنياً جديداً قبل إجازة نقلها.
تأخر في المشاريع المستقبلية
تشمل خطة مشروع Land 8710 إدخال فئتين جديدتين من زوارق الإنزال:
-
المرحلة 1A: تشمل 18 زورقاً متوسطاً (LCM) بطول 18.5 متر، بقدرة تحميل 90 طناً، من تصميم “بيردون” وتنفيذ “أوستال”.
-
المرحلة 2: تشمل ثمانية زوارق ثقيلة (LCH) تزن كل منها 3900 طن، بطول 100 متر وسعة تحميل تزيد عن 500 طن.
رغم تعهدات الحكومة بتسريع التسليم، لم يتم توقيع عقد التنفيذ حتى الآن، ما جعل الجدول الزمني عرضة للتأخير. وذكرت تقارير إعلامية أن مشروع LCM يواجه تأخيرات تصل إلى عامين، مع وجود مشاكل في التصميم الأولي وتدخل وسيط بريطاني سابق للمساعدة في تجاوز الأزمة بين وزارة الدفاع والشركتين المنفذتين.
الحاجة التدريبية والتكامل الأمريكي
مع عدم توفر قدرات الإنزال المطلوبة، استفاد الجيش الأسترالي من وجود السفينة الأمريكية لاكتساب خبرة عملية. وأوضح الضابط الأسترالي يوجين لينش أن عملية نقل الدبابات “تهدف لاختبار وتطوير القدرة على المناورة في البيئات الساحلية”.
كما شارك جنود أستراليون في تدريبات بقاعدة “فورت يوستيس” بفيرجينيا، وسينضمون لاحقاً إلى مناورة “أوريانت شيلد” في اليابان لتعلم كيفية تشغيل زوارق الإنزال الأمريكية. وأكد الضابط الأمريكي شاد أرنيس أن الجيش الأسترالي يتلقى تدريبات مباشرة من الوحدة الأمريكية الجديدة.
نظرة نحو المستقبل
رغم التحديات، أتاحت تدريبات “تاليسمان سابر 2025” للجيش الأسترالي فرصة ثمينة لمعاينة القدرات البرمائية التي يأمل بالحصول عليها مستقبلاً، حتى وإن لم يتضح بعد موعد تحقيق ذلك بشكل فعلي.

