في صباح يوم الخميس الموافق 17 يوليو، أسفر هجوم مأساوي على كنيسة العائلة المقدسة في غزة عن استشهاد ثلاثة أشخاص، فيما تم تجنب مذبحة وشيكة بأعجوبة. هذا الهجوم الذي استهدف الكنيسة التي كانت توفر ملجأ للمدنيين النازحين، أسفر أيضًا عن إصابة تسعة أشخاص، أحدهم في حالة حرجة واثنان في حالة خطيرة.
وقد استشهد جراء القصف المأساوي كل من: السيد سعد سلامة، 60 عامًا، بواب الرعية، الذي كان في الساحة وقت الانفجار؛ والسيدة فميّة عياد، 84 عامًا، التي كانت تتلقى دعمًا نفسيًا واجتماعيًا في خيمة تابعة لكاريتاس؛ ونجوى أبو داود، 69 عامًا، التي كانت تجلس بالقرب من فميّة عندما تسبب الانفجار في تناثر الشظايا والحطام في المكان.
أُصيب الضحايا بجروح بالغة وتم نقلهم إلى مستشفى المعمداني، حيث وافتهم المنية بشكل مأساوي بسبب النقص الحاد في الموارد الطبية ووحدات الدم في غزة.
وصرح موظفو كاريتاس القدس في غزة قائلين: “لو لم يحذرنا الأب جبرائيل بالبقاء في الداخل، لربما فقدنا 50 إلى 60 شخصًا اليوم. لكانت مذبحة.”
خلال الأسبوع الماضي، كان الأب جبرائيل رومانيللي، كاهن الرعية الذي أصيب أيضًا في الهجوم، يحث الناس على البقاء داخل غرفهم، حيث أصبحت المنطقة خطيرة بشكل متزايد بسبب القصف المكثف والعمليات العسكرية في الجوار.
وقالت سالي توماس، مديرة الشؤون الإنسانية في كاريتاس أستراليا: “لقد كانت كنيسة العائلة المقدسة مكانًا للجوء للعائلات، ومعظمهم مع أطفال وأقارب مسنين. كانت السيدة فميّة عياد تتلقى المساعدة في شكل دعم نفسي واجتماعي لمساعدتها على التعامل مع الصدمة المستمرة لهذه الحرب الوحشية – وقد توفيت أثناء تلقيها هذه المساعدة.”
وأضافت: “في مواجهة هذه المأساة، تؤكد كاريتاس أستراليا مجددًا دعواتها لوقف إطلاق نار دائم لحماية جميع أرواح المدنيين، وتكرر الدعوات إلى دعم القوانين الإنسانية التي تسعى لحماية حياة الإنسان وكرامته.”
وفي بيان لها، قالت بطريركية اللاتين في القدس: “نحتضن جميع الموجودين في المجمع ونقف معهم في هذه الساعة الأليمة، وهم يدفنون أفرادًا من مجتمعهم. نعرب عن امتناننا لجميع الذين يشاركون تعازيهم ومواساتهم مع البطريركية والكنيسة. فلتجلب صلواتنا الجماعية النور إلى الظلام.”
كما أعرب قداسة البابا ليو الرابع عشر عن حزنه العميق بعد علمه بالخسائر في الأرواح والإصابات الناجمة عن هجوم القوات المسلحة الإسرائيلية على كنيسة العائلة المقدسة في غزة، التي تؤوي مئات المدنيين من جميع الأديان، والتي ظل سلفه البابا فرنسيس على اتصال وثيق بها منذ بداية الحرب.
لقد تكبدت كاريتاس القدس بالفعل خسائر فادحة، حيث فقدت اثنين من موظفيها في أكتوبر ونوفمبر 2023 – فني مختبر وصيدلاني من المركز الصحي بغزة – واللذين قتلا مع أطفالهم خلال قصف عنيف.
رابط اصورة: ويكابيديا

