
ليس من المستغرب أن يطالب قائد الدفاع الأسترالي بمزيد من الأموال للدفاع، فهذا ما يتوقع من أي قائد عسكري حريص على الأمن القومي. لكن استعداد الأدميرال ديفيد جونستون لعرض وجهة نظره علنًا يوم أمس زاد الضغط على حكومة ألبانيزي في لحظة حرجة.
ففي أقل من أسبوعين، من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الأسترالي وجهًا لوجه مع الرئيس الأمريكي، الذي تطالب إدارته الآن حليفها وشريكها في تحالف أوكوس برفع مستوى الإنفاق الدفاعي. وقد بدأت المملكة المتحدة، الشريك الثالث في أوكوس، باتخاذ هذه الخطوة بالفعل، حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هذا الأسبوع عن جاهزية بلاده لخوض حرب محتملة.
وفي هذا السياق، أطلق قائد الدفاع الأسترالي تحذيرًا واضحًا بشأن التحديات الاستراتيجية التي تواجه أستراليا، وشرح نقاط الضعف التي يرى أن البلاد تعاني منها، مؤكدًا أن ميزانية الدفاع تتعرض لضغوط كبيرة.
وقد ألقى الأدميرال جونستون كلمته في مؤتمر نظمه معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي (ASPI)، وهو مركز أبحاث يتهم الحكومة بالتقاعس عن تعزيز الإنفاق الدفاعي، مما يجعل الأستراليين “أقل أمنًا”، بحسب وصفه. ومن اللافت أن رئيس الوزراء نفسه هاجم المعهد الأسبوع الماضي، متهمًا إياه بالتحيز الحزبي، نظرًا لأن مديره الحالي هو جاستن باسي، المستشار السابق للأمن القومي في حكومة تيرنبول.
ورغم هذه الانتقادات، لم يتردد قائد الدفاع في التحدث من على منصة المعهد، ولم يُخفِ تذمره من القيود المالية الحالية، إذ قال إن وزارة الدفاع “تستنزف كامل ميزانيتها في الوقت الراهن”، في إشارة إلى أنه لم يعد هناك مجال للمناورة. وعلّق على ذلك وزير الدفاع الأسبق دينيس ريتشاردسون قائلاً إن “الميزانية الدفاعية كانت في الماضي لا تُستَغل بالكامل، وكان يُستخدم ذلك كذريعة لعدم زيادتها، لكننا الآن في وضع مختلف تمامًا”.
وأكد الأدميرال جونستون أن “الخيارات يجب أن تُتخذ”، مشيرًا إلى أن مهمته هي تقديم نصيحة “صريحة” للحكومة حول ما يتطلبه الوضع من إنفاق، وقد كان بالفعل صريحًا جدًا في وصفه للتحديات الاستراتيجية.
ويأتي كل هذا في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي، حيث أصبح موقف أستراليا محط الأنظار قبيل قمة مجموعة السبع، وخاصة مع دعوات واشنطن الصريحة لزيادة الإنفاق الدفاعي بما يتناسب مع التزاماتها كعضو في تحالف أوكوس وشريك رئيسي للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.