أكتب إليكم هذه الرسالة في وقت أبكر مما توقعت، لكن الأحداث المتسارعة خلال الأيام القليلة الماضية دفعتني إلى الحديث مجددًا وبكل وضوح. هناك تطورات خطيرة تمسنا جميعًا، وأشعر بواجبي في أن أُطلعكم عليها.

أولًا: تصريح خطير على سكاي نيوز

في مقابلة حصرية على قناة سكاي نيوز، أدلى منسق حملة “صوت المسلمين” بتصريح مقلق للغاية، حيث أعلن أن هدفهم هو وضع حزب العمال في ذيل ورقة التصويت التفضيلي.
كما قال: “هناك دائمًا خطر فيما نقوم به، لكن خطر عدم القيام بأي شيء أكبر بكثير.”

هذا التفكير لا يخدم جاليتنا إطلاقًا، بل يُعرضها للخطر الحقيقي. فالنتيجة المباشرة لما يقومون به قد تكون وصول بيتر داتون إلى رئاسة الوزراء، وهذا بكل صراحة سيكون أسوأ ما يمكن أن يحدث لجاليتنا ومصالحها.

ثانيًا: الدعوة إلى “كسر نظام الحزبين”

شعار آخر تم تداوله مؤخرًا: “علينا كسر نظام الحزبين… اجعل صوتك مؤثرًا.”
لكن الحقيقة أن نظام الحزبين هو جوهر النظام السياسي الأسترالي منذ تأسيس الاتحاد، وهو نظام مستقر اختاره الشعب الأسترالي. فهل يُعقل أن نكسره فجأة من خلال حملات غير مدروسة؟
بصراحة، هذا الهدف غير واقعي وغير قابل للتحقيق، بل هو خطر جديد يُهدد استقرارنا السياسي والاجتماعي.

ثالثًا: ماذا نقول للأطفال في المخيمات؟

أرفق لكم مع هذه الرسالة رسمة أرسلها لي أحد الأطفال المحتجزين مع والدته في مخيم الروج.
هؤلاء الأطفال لا يعرفون شيئًا عن التصويت أو السياسة، لكنهم يعرفون الأمل.
أملهم الوحيد أن يعودوا إلى وطن آمن إذا فاز حزب العمال.
فما هو الأمل المتبقي لهم إذا ساهمنا، نحن، من خلال “تصويت المسلمين”، في وصول حزب داتون إلى الحكم؟

رابعًا: رسالة جارٍ أسترالي حكيم

في نهاية الأسبوع الماضي، قال لي جاري العزيز، البالغ من العمر 95 عامًا وهو أسترالي فخور:
“ما الذي تفعلونه بحق الجحيم بتوني بيرك؟ لقد قدم للفلسطينيين أكثر مما قدمه أي سياسي آخر!”
ولا زلت أسأل نفسي نفس السؤال…

أخيرًا: نداء من القلب

من فضلكم، لا تُخاطروا بمصير الأمهات وأطفالهن في مخيم الروج، من خلال إعطاء الأفضلية السياسية لحزب قد يُغلق باب الأمل الأخير أمامهم.
لا تجعلوا ردات الفعل العاطفية تُعرّض مستقبلهم للخطر.

مع كل الاحترام والتقدير،
الدكتور جمال ريفي