هل يمكن لقرية أو بلد أو حاكم أن يكونوا عميانا ويقتنعوا بعماهم؟ ويحاربوا كل مبصر، ليصبح مثلهم!
هل يمكن لشعب له تاريخ حضاري عريق أن يخطئ وينساق وراء قائد له سجل حافل بالإختراعات والعمليات الجراحية البالغة الخطورة!
هذا ما ترويه حكاية/ بلد العميان / عن مرض غريب انتشر في قرية معزولة عن العالم بجبال الأنديز أصاب سكان القرية بالعمى… وانقطعت صلتهم بالخارج وتكيفوا مع العمى، وأنجبوا أبناء عميانا جيلاً بعد جيل.. رواية ملهمة هكذا تنهار القيم والمبادئ عند انهيار الحقّ أمام الباطل.
العمى الطائفي والتعصب والشوفينية، الطواغيت في كل زمان ومكان وفي كافة الأنظمة والدوائر والمؤسسات… كثيرا ما يفضلون العمى على البصر رغم التجارب السابقة وفشلها التام وقيام الثورات والشعارات والوعود الطنانة البراقة، مثل المحاسبة، تحسين الأوضاع ، الإصلاح… والنتيجة صفر. أمّا المنجزات المحققة فعلياً حروب وإبادة وتخريب وتحريض طائفي وتطهير عرقي…
أما الفيلم الأخطر/ فاشية عادّية 1966/
وتعود أحداثه للحكم النازي الهتلري وفرضه على العالم حروب إبادة وموت ووضع العالم على شفير حرب عالمية ثانية
ويبقى السؤال كيف يُبصر الناس وبأي طريقة؟
أما فيلم /فصم العرى / يتكلم عن طائفة منغلقة مرعبة لا بصيص أمل مرجو منها، نفق مظلم، ليست فقط تعتاش على الدماء والقتل بل إبادات عقلية أخطر يصعب الخروج منها ينفذون الأوامر دون وعي أو إدراك، إنهم أحياء أموات ِ.. هؤلاء ضحايا اناس مضللين مغيبين ، هؤلاء الحكام يصنعون من البشر مسوخاً… كيف سنعمل على إيقاظ البشرية من هذه الآفات كيف؟ كيف سنخرج من هذه المصفوفة ومن هذه الأنظمة القمعية؟ ستعاني منها أجيال وأجيال؟..

السوريون أصبحوا يعانون بدورهم مثل الأكراد فما عاناه الشعب أيام الطاغية الأب ومن بعده الإبن وكيف يعذبون المعتقلين بالسجود لصورة الرئيس وأبيه باعتباره إلهاً يُعبد… في المعتقلات والسجون كيف يتحولون إلى وحوش بشرية من العصر الحجري.. هذه الحكومات التي تُظهر أنها تُحارب الآفات الظلامية هي فعلياً تنشر الإرهاب والتخلف وبث الذعر بين أفراد الشعب وتعمل جهدها على فشل المؤسسات التعليمية وبث السموم، وترسيخ الفكر المتطرف لأجيال وأجيال هدفها شلّ حركة الدماغ وتغليف كل ماتريد نشره تغلفه بغلاف ديني والتي أصبح البهيمتوف يدركها…
علينا التساؤل هل سنبقى في دائرة الخوف والطاعة والاستسلام!
يقول يونغ
إن أعظم خطر على الحضارة ليس إندلاع الكوارث الطبيعية ولا إنهيار الاقتصاد ولا صعود الطغيان بل لاوعي الشعوب، مجتمع يرفض التفكير بذاته ويتبع السلطة من دون وعي هو مجتمع على حافة الدمار، وبقدر الفكر النقدي والعقل المستقل �
والتحلّي بالشجاعة والتسلح بالعلم ورفض أن يحكمه الخوف والتهميش .