يشهد السفر بدون تأشيرة تحولاً سريعًا، وتايلاند هي أحدث دولة تشير إلى هذا التغيير. من خلال تطبيق نظام تصاريح السفر الإلكترونية (ETA) للزائرين المعفيين من التأشيرة في عام 2025، تنضم تايلاند إلى مجموعة متنامية من الدول – بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، والهند، والمملكة المتحدة، وسريلانكا، وروسيا، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، وكندا – التي تتبنى النموذج الجديد للدخول الرقمي. أصبحت هذه التصاريح الرقمية الآن المعيار العالمي، حيث تتطلب من المسافرين الحصول على موافقة إلكترونية مسبقة قبل السفر، حتى في حالة عدم الحاجة إلى تأشيرة تقليدية. ومع تزايد عدد الحكومات التي تعتمد نظام تصاريح السفر الإلكترونية لتعزيز الأمن وتبسيط مراقبة الحدود، يطرح هذا سؤالًا مهمًا للمسافرين الدوليين: هل هذه هي نهاية السفر بدون تأشيرة كما نعرفه؟

التحول من السفر السهل إلى الموافقات الرقمية

كان السفر بدون تأشيرة في الماضي بسيطًا: إذا كانت دولتك متعاقدة مع دولة أخرى، فكل ما عليك فعله هو حجز رحلة، وإبراز جواز سفرك عند الحدود، والدخول. لا خطوات إضافية، ولا أوراق، ولا مفاجآت. ولكن هذا يتغير بسرعة.

الآن، تنضم تايلاند إلى قائمة متنامية من الدول التي لم تعد تسمح لك بمجرد “الحضور”. بدلاً من ذلك، ستحتاج إلى الحصول على تصريح السفر الإلكتروني (ETA) – وهو موافقة مسبقة رقمية تتيح لك دخول البلاد، حتى لو لم تكن بحاجة إلى تأشيرة بالمعنى التقليدي.

وتايلاند ليست وحدها في هذا التحول. فهي على وشك الانضمام إلى الولايات المتحدة، وأستراليا، والهند، والمملكة المتحدة، وسريلانكا، وروسيا، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، وكندا، وجميعها أطلقت بالفعل نسخها الخاصة من هذا النظام. ومع انتقال العديد من الدول إلى هذا النظام، يطرح سؤالًا ملحًا: هل السفر بدون تأشيرة، كما نعرفه، في طريقه إلى الزوال؟

ماذا تفعل تايلاند؟

لن يدخل قرار السفر الإلكتروني في تايلاند حيز التنفيذ الكامل حتى يونيو 2025، ولكن العمل جارٍ على قدم وساق. ومن المقرر إطلاق نسخة تجريبية في ديسمبر 2024، مما يمنح المسافرين وأنظمة الهجرة وقتًا للتكيف.

سيُطبق تصريح السفر الإلكتروني على الزوار القادمين من الدول التي لا تحتاج حاليًا إلى تأشيرة لدخول تايلاند. ستتمكن من التقديم عبر الإنترنت من خلال منصة التأشيرة الإلكترونية الحكومية الحالية، وبمجرد الموافقة، سيُسمح لك بالبقاء في تايلاند لمدة تصل إلى 60 يومًا. يمكن تمديد هذه الإقامة لمدة 30 يومًا أخرى إذا لزم الأمر.

في هذه المرحلة، من المتوقع أن يكون نظام الوصول الإلكتروني (ETA) في تايلاند مجانيًا، مع أن هذا قد يتغير بمجرد تشغيل النظام بالكامل. ستُعفى فئات معينة، مثل الدبلوماسيين وحاملي وثائق سفر الأمم المتحدة، وكذلك المسافرون الذين يستخدمون تصاريح حدودية في مناطق معينة.

لتسريع الإجراءات في المطار، تعمل تايلاند أيضًا على توسيع أنظمة مراقبة جوازات السفر الآلية (APC). ستتوفر هذه البوابات ذاتية الخدمة قريبًا لمزيد من المسافرين حاملي جوازات السفر الإلكترونية، مما يجعل عملية الوصول أكثر سلاسة، على الأقل لمن لديهم كل شيء مرتب.

تايلاند ليست وحدها: نظرة على أنظمة السفر الإلكترونية في دول أخرى

تايلاند هي أحدث دولة تنضم إلى هذا الاتجاه العالمي. حول العالم، تعيد الدول النظر في كيفية السماح للمسافرين بالدخول، ويستقر الكثير منها على الحل نفسه: التصريح الإلكتروني المسبق للسفر.

إليك نظرة على بعض أنظمة السفر الإلكترونية الموجودة بالفعل:

  • الولايات المتحدة – نظام ESTA: يتطلب من المسافرين من الدول المعفاة من التأشيرة الحصول على تصريح ESTA، بتكلفة 21 دولارًا، وصالح لمدة سنتين.
  • كندا – تصريح السفر الإلكتروني (eTA): بتكلفة 7 دولارات كندية، وصالح لمدة خمس سنوات.
  • أستراليا – ETA: بتكلفة 20 دولارًا أستراليًا، وصالح لمدة 12 شهرًا.
  • الهند – التأشيرة الإلكترونية (e-Visa): بتكاليف مختلفة حسب نوع التأشيرة، وصالحة لمدة تتراوح بين 30 يومًا وخمس سنوات.
  • المملكة المتحدة – تصريح الوصول الإلكتروني (ETA): بتكلفة 10 جنيهات إسترلينية، وصالح لمدة سنتين.
  • نيوزيلندا – NZeTA: بتكلفة تتراوح بين 9 و12 دولارًا نيوزيلنديًا، بالإضافة إلى ضريبة سياحية بقيمة 35 دولارًا نيوزيلنديًا، وصالح لمدة سنتين.
  • كوريا الجنوبية – K-ETA: بتكلفة حوالي 9 دولارات أمريكية، وصالح لمدة سنتين.
  • سريلانكا – ETA: بتكلفة 35 دولارًا أمريكيًا، وصالح لمدة 30 يومًا.
  • روسيا – التأشيرة الإلكترونية (e-Visa): بتكلفة 40 دولارًا أمريكيًا، وصالحة لمدة 60 يومًا.
  • الاتحاد الأوروبي – ETIAS (قريبًا): من المقرر إطلاقه في عام 2026، بتكلفة 7 يورو، وصالح لمدة ثلاث سنوات.

لماذا تتبنى الدول هذا النظام؟

هناك عدة أسباب رئيسية:

  • الأمن: تريد الحكومات معرفة من يدخل البلاد قبل وصوله.
  • الكفاءة: تعمل تصاريح السفر الإلكترونية على تقليل وقت المعالجة على الحدود.
  • الإيرادات: حتى الرسوم الصغيرة تتراكم بسرعة.
  • البيانات: يمكن لسلطات الهجرة جمع معلومات أفضل وتتبع حركة المسافرين.

هل هذه نهاية السفر بدون تأشيرة؟

يعتمد ذلك على تعريفك لـ “بدون تأشيرة”. من الناحية الفنية، لا يزال المسافرون لا يحتاجون إلى تأشيرة تقليدية. ولكن، لم يعد السفر مجانيًا تمامًا، وهناك الآن حاجز رقمي بينك وبين وجهتك.

نصائح للمسافرين في العصر الرقمي

مع توجه المزيد من الدول نحو أنظمة الوصول الإلكتروني، إليك بعض النصائح:

  • تحقق من متطلبات الدخول في كل مرة تحجز فيها رحلة.
  • قدم طلبك مبكرًا، قبل أسبوع على الأقل من المغادرة.
  • تتبع الرسوم، فهي تتراكم إذا كنت تسافر بشكل متكرر.
  • تذكر أن صلاحية تصريحك مرتبطة بجواز سفرك.
  • ابق منظمًا.

الخلاصة

مع استعداد تايلاند للانضمام إلى دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا والهند وكوريا الجنوبية في فرض تصريح سفر إلكتروني على المسافرين المعفيين من التأشيرة، يتضح أن هذا ليس مجرد اتجاه عابر، بل هو مستقبل السفر الدولي.

هل هذه نهاية السفر بدون تأشيرة؟ ربما ليس تمامًا، ولكنه بلا شك نهاية النسخة القديمة. ويحل محلها نظام أذكى وأكثر أمانًا وتحكمًا.

المصدر: