رد البيت الأبيض على تصريحات النائب الأوروبي الفرنسي رافائيل غلوكسمان الذي طلب في نهاية الأسبوع من الأميركيين «أن يعيدوا تمثال الحرية»، مؤكداً أن «الفرنسيين لا يتكلمون الألمانية اليوم بفضل الولايات المتحدة دون سواها».
والمقصود أنه لولا انزال النورماندي الذي قام به الأميركيون لكانت فرنسا اليوم تحت سطوة النازيين تتحدث الألمانية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت: «بفضل الولايات المتحدة دون سواها، فإن الفرنسيين لا يتكلمون الألمانية اليوم، وينبغي تالياً أن يكونوا ممتنين جداً لبلدنا العظيم»، واصفة غلوكسمان بأنه «سياسي فرنسي صغير غير معروف»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
ومشكلة كارولاين ليفيت أنها لا تعرف انه لولا الدعم الفرنسي لما حصلت اميركا على استقلالها من البريطانيين؟؟.
وطالب غلوكسمان الولايات المتحدة بإعادة تمثال الحرية إلى فرنسا، مشيراً إلى أن أميركا لم تعد جديرة بهذا النصب التذكاري الذي كان هدية من فرنسا قبل ما يقرب من 140 عاماً.
وقال في خطاب ألقاه هذا الأسبوع إن بعض الأميركيين «اختاروا الانضمام إلى الطغاة» بما يعكس موجات الصدمة الواسعة التي أحدثتها «التحولات الزلزالية» للرئيس الأميركي دونالد ترمب في السياسة الخارجية والداخلية في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.
وأضاف غلوكسمان، متحدثاً إلى أنصار حزبه «بابليك بليس» أو «مكان عام» الذين رحبوا بحديثه: «أعيدوا لنا تمثال الحرية. لقد كان هديتنا لكم. ولكن يبدو أنكم تحتقرونه… سيكون سعيداً هنا معنا».
وأشار أيضاً إلى أن فرنسا «تسعد» باستقبال أفضل الباحثين الأميركيين إذا قررت واشنطن التخلي عنهم وطردهم، في إشارة إلى سياسات إدارة ترامب التي أدت إلى فصل مئات الموظفين الحكوميين وخفض التمويل المخصص للأبحاث الصحية والمناخية.
كلام النائب الأوروبي يذكّرنا بما قاله الأديب الايرلندي الشهير جورج برناردشو عن التمثال منذ نحو مئة سنة:”موجود في الولايات المتحدة بالذات، ودون إي مكان آخر في العالم؛ لأن الناس عادة لا يقيمون التماثيل إلا للموتى”

وربما من حظ دونالد ترامب أنه لم يعش في زمن برناردشو؟؟!.

تمثال الحرية هو هدية قدمها الشعب الفرنسي إلى الولايات المتحدة يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 1886 كتذكار لتوثيق الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأميركية (1775-1783). وهو من تصميم المهندس الفرنسي فريديريك بارتولدي من كولمار في شرق فرنسا.