رفضت أستراليا إعادة النظر في عرضها لتزويد الولايات المتحدة بالمعادن الحيوية مقابل إعفائها من الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، رغم خيبة الأمل من رفض واشنطن لهذا العرض.
وكانت الحكومة الأسترالية قد اقترحت تقديم إمدادات مضمونة من المعادن الحيوية، التي تُعد ضرورية للطاقة المتجددة والتكنولوجيا وصناعة البطاريات، في إطار مفاوضاتها للحصول على إعفاء من الرسوم الأمريكية البالغة 25٪ على واردات الصلب والألمنيوم. ومع ذلك، رفضت الولايات المتحدة العرض، مما جعل أستراليا تخضع لنفس الحواجز التجارية المفروضة على الدول الأخرى.
وأعربت وزيرة الموارد الأسترالية، مادلين كينغ، عن خيبة أملها لكنها أكدت أن أستراليا لن تقدم عرضًا جديدًا. وقالت كينغ لصحيفة “الغارديان أستراليا”: “لا أرى أننا سنقوم بمراجعة أي عرض. كنا نتحدث مع الأمريكيين منذ فترة حول توريد المعادن الحيوية إلى نظامهم، وكان الأمر دائمًا في هذا السياق، ربما مع تركيز أكبر على بعض الأمور، لكنه لم يكن عرضًا بأي ثمن”.
ورغم الانتكاسة، شددت كينغ على أن أستراليا لا تزال تجذب الاستثمارات من شركاء عالميين آخرين، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وأوروبا، التي أنشأت صناديق استثمارية كبيرة في مجال المعادن الحيوية. وأضافت: “بالطبع نرحب دائمًا بالاستثمار الأمريكي، لكن لدينا خيارات أخرى”.
ورغم استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة، أوضحت كينغ أن العرض الأصلي لم يكن صفقة تُقبل أو تُرفض بالكامل. وقالت: “أنا حزينة لأنني أرى في هذا فرصة عظيمة، لكننا عملنا على هذه الفرصة منذ فترة طويلة، كما فعلت الحكومات السابقة. نريد دائمًا أن تسير الأمور بشكل أسرع مما يحدث”.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تقليل اعتمادها على الصين، التي تهيمن على سوق المعادن الحيوية عالميًا، حيث تسيطر على نحو 60٪ من الإنتاج و85٪ من عمليات المعالجة. بينما تمتلك أستراليا ثالث أكبر احتياطي عالمي من الليثيوم، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الكوبالت وعناصر أرضية نادرة أخرى ضرورية لصناعات التكنولوجيا والدفاع.
وفي الوقت ذاته، يرى بعض المسؤولين الأستراليين، مثل النائب كيفن هوغان، أن موارد المعادن الحيوية في البلاد تمثل ورقة ضغط قوية في المفاوضات المستقبلية. وقال هوغان لهيئة الإذاعة الأسترالية (ABC): “لدينا معادن حيوية مهمة جدًا لهم، خاصة تلك التي لا يمكنهم الحصول عليها بسهولة. نعتقد أن لدينا نقاط قوة تفاوضية أكبر مع أمريكا الآن مقارنة بالسنوات الماضية”.
وفي مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية، انتقد عضو حزب العمال جايسون كلير القرار، معتبرًا أنه خيانة للعلاقات الوثيقة بين البلدين. وقال: “لا تفعل هذا بأحد أقرب أصدقائك. هذا يشبه طعن أحد أفضل أصدقائك في عينه. لكن في المقابل، إذا رفعنا الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، فسيكون الأمر كما لو أننا نطعن أنفسنا في العين الأخرى، لأن ذلك سيجعل المنتجات أكثر تكلفة للأستراليين”.
أما السفير الأسترالي لدى الولايات المتحدة، كيفن رود، فقد تعهد بمواصلة الضغط من أجل الحصول على إعفاء من التعريفات الجمركية، لكنه أقر بصعوبة ذلك في ظل توجه إدارة بايدن الحمائي. وقال رود لهيئة الإذاعة الأسترالية: “فريق أستراليا، بقيادتي كسفير، بذل كل ما في وسعه منذ 20 يناير، يوم تنصيب الإدارة الجديدة. نحن نواجه إدارة لديها قناعة راسخة بأن التعريفات الجمركية هي مستقبل التجارة”.
ورغم الرفض الأمريكي، لا تزال أستراليا ملتزمة بتعزيز شراكاتها الدولية لدعم قطاع المعادن الحيوية والحفاظ على مكانتها كمورد رئيسي في السوق العالمية.

