
تستعد مجموعات مستقلة لخوض حملات انتخابية فيدرالية وسط اتهامات لحزب الخضر والمستقلين “التيل” بتهديد “الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأستراليا”، مع تركيز خاص على مواقفهم من الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
من بين هذه المبادرات، تبرز مجموعة “أستراليا الأفضل”، التي تزعم تحقيق “نتائج ملموسة” في تقليص دعم حزب الخضر خلال الانتخابات المحلية في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند عام 2024، عبر حملات استهدفت موقف الحزب من إسرائيل.
حملات تستهدف الخضر والمستقلين
كشفت وثيقة مكونة من صفحتين، حصلت عليها صحيفة “الغارديان أستراليا”، أن “أستراليا الأفضل” تهدف في الانتخابات الفيدرالية إلى الحد من نفوذ الخضر والمستقلين “التيل”. وأكدت المتحدثة باسم المجموعة، صوفي كالاند، أن “أستراليا الأفضل” هي مبادرة شعبية مستقلة تستند إلى نزاهة التمثيل السياسي بعيدًا عن الأجندات النخبوية أو المتطرفة.
وأضافت كالاند أن الوثيقة المسربة هي مسودة قديمة، لكنها رفضت تقديم مواد أحدث حول نشاط المجموعة. ولم يتم تحديد الجمهور المستهدف بالوثيقة، كما لم تجب كالاند عن مدى انتشارها، لكنها شددت على التزام المجموعة بكافة القوانين الانتخابية.
جدل قانوني حول الوثائق الانتخابية
أكدت اللجنة الانتخابية الأسترالية أن المنشور المسرب يحتوي على مادة سياسية تتطلب تفويضًا رسميًا، وقد يوحي بأن “أستراليا الأفضل” مسجلة رسميًا كجهة إفصاح، وهو أمر لم يُحسم بعد. وذكرت كالاند أن المجموعة تقدمت بطلب للتسجيل، وأن جميع الوثائق الحالية معتمدة رسميًا.
خطط الحملة واستراتيجياتها
تدّعي وثائق “أستراليا الأفضل” امتلاكها “قوة شعبية متنوعة” تشمل مجتمعات مسيحية وهندوسية وإيرانية، وتؤكد أنها لا تتبع أساليب الأحزاب التقليدية. وتتألف حملتها من مرحلتين: الأولى تركز على البحث وإنشاء المحتوى وتنسيق المتطوعين، بينما تشمل الثانية استخدام الإعلام، وإجراء استطلاعات رأي، وحملات دعائية ميدانية.
علاقات متشابكة مع جماعات أخرى
تشير الوثائق إلى أن حملة “أستراليا الأفضل” استلهمت أساليبها من حملات مناهضة للخضر في كوينزلاند، التي ركزت على موقف الحزب من إسرائيل. قاد هذه الحملة “التجمع اليهودي في كوينزلاند”، إلا أن مديرته المشاركة، هافا منديل، نفت أي صلة بمبادرة “أستراليا الأفضل”.
منديل تشغل أيضًا منصب مديرة مشاركة في “تحالف تأثير الأقليات” (MIC)، المسجل كشركة حديثًا، والذي نظم حملات دعائية ضد حزب العمال والخضر. ورغم مزاعم دعم التجمع اليهودي في كوينزلاند لهذه الأنشطة، نفت منديل أي صلة بجماعة الضغط اليمينية “أدفانس”.
تمويل ضخم واتهامات متبادلة
تلقت “أدفانس” أكثر من 15.6 مليون دولار من التبرعات خلال السنة المالية 2023-2024، بما في ذلك 500,000 دولار من مجموعة “كورماك فاونديشن” التابعة للحزب الليبرالي. وأكد مديرها التنفيذي، ماثيو شيهان، أن تقليص نفوذ الخضر يمثل ركيزة أساسية في حملتهم الانتخابية.
من جانبه، قال زعيم حزب الخضر، آدم بانت: “المليارديرات في البلاد يشنون حملة بأسلوب ترامب، تمامًا كما فعلوا خلال استفتاء الصوت. إنهم يهاجموننا لأن هذه الانتخابات ستكون حاسمة لمستقبلهم ولمواصلة تحقيق الأرباح من أزمة المناخ”.