لم يسبق أن كان المجتمع الأسترالي ينزلق على جناحَي العنصرية كما يحصل اليوم، وكأن الطبقة السياسية بقصد أو بغير قصد تساهم في تسعير هذا الوضع غير الصحي.

وخلال الصيف، شهدت أستراليا العديد من الهجمات المعادية للسامية، بما في ذلك هجوم إرهابي على كنيس يهودي في ملبورن، وإشعال حريق متعمد في مركز لرعاية الأطفال في سيدني، وتخريب كنيس يهودي آخر في سيدني والعديد من حوادث التخريب والكتابات المعادية للسامية.
على أثر هذه الحوادث المدانة، تحرّك رئيس الوزراء البانيزي ورئيسا حكومتي نيوساوث ويلز وفيكتوريا كريس مينز وجاسينتا الن وأطلّوا أكثر من مرّة على الشاشات وأدانوا بأقسى العبارات هذه الإعتداءات وكذلك فعلت مؤسسات الجالية العربية والإسلامية في الجالية ومن بينها الإتحاد الفيدرالي للجمعيات الإسلامية .
وكان لنا كإعلاميين موقف يدين ويستنكر ما حصل لأنه مرفوض بكل المقاييس.

 

يوم الخميس الماضي، تعرضت امرأة مسلمة في ملبورن للكم والصفع والدفع على الأرض في جريمة كراهية مشتبه بها في شمال المدينة، وقد “أصيبت بالصدمة تمامًا” بسبب الاعتداء، الذي أدانته رئيسة وزراء ولاية فيكتوريا باعتباره “شريرًا”.
كانت إيلاف العيساوي واحدة من امرأتين مسلمتين واجههما بشكل منفصل نفس المهاجم في مركز تسوق باسيفيك إيبينغ مساءً الخميس الماضي.
وقالت مريم أرداتي، مديرة حالة منظمة العمل ضد الإسلاموفوبيا، إن الكدمات أصابت جسدها بالكامل.
وقالت أرداتي إن الضحيتين كانتا ترتديان الحجاب عندما تعرضتا للهجوم بشكل عشوائي.
وقالت أرداتي إن ضباط الأمن أعطوا إيلاف العيساوي أكياس ثلج وحاولت الممرضات خارج الخدمة مواساتها بعد الاعتداء في مركز التسوق، حيث أخذت الشرطة أقوالها. “لقد صدمتها تمامًا”، قالت.
ومع ذلك، قال أرداتي إن الضباط فشلوا في إعطاء العيساوي رقم الحادث، أو متابعة الأمر معها بشأن الهجوم في الساعات التي تلت ذلك. وبحلول يوم السبت، لم تسمع بعد من الشرطة، وبدلاً من ذلك تواصلت مبادرة العمل ضد الإسلاموفوبيا مع الضباط نيابة عن العيساوي.
تصوّروا، طلب الضباط من العيساوي تقديم بيان آخر شخصيًا بعد ظهر يوم الثلاثاء.

وكأنه تلكؤ واضح في الإستجابة للضحية.
وقالت رئيسة حكومة فيكتوريا “إنه لأمر مقلق للغاية أن نرى ارتفاع الكراهية في مجتمعنا. ولكن هنا، سواء كانت الهجمات على النساء المسلمات لمجرد إظهار إيمانهن – فهذا أمر غير مقبول – أو صعود معاداة السامية، فهذا شر مطلق”.
لبّ الموضوع أن أنطوني ألبانيزي تحرك بعد خمسة أيام من الحادثة (الثلاثاء)، أما بيتر داتون فغائب عن السمع حتى الآن.
وإذا كانت الكراهية ممنوعة في هذا المجتمع وجبقاً للقانون ، فلماذا لا يتعامل المسؤولون مع طرَفَيها بنفس الشجب والإدانة؟!.
يا جماعة، أمام القانون، الكراهية هي كراهية، إن في معاداة السامية أو الإسلاموفوبيا.. فمَن يخبر بيتر داتون أن الكراهية ليست استنسابية ولا يوجد كراهية بسمن وكراهية بزيت؟!.