في مدينة ملبورن الأسترالية، شهدت الأوساط الإجرامية مقتل أحد أبرز الشخصيات في عالم الجريمة وتجارة المخدرات، الملاكم سام عبد الرحيم، الذي كان يُلقب بـ”المعاقب”. هذا الحادث يأتي في إطار الصراع المستمر بين شبكات الجريمة المنظمة المرتبطة بالعراق، والذي سبق أن شهد عدة أحداث دموية في دول مختلفة، مثل مقتل مصطفى بنزيما، رئيس عصابة لاليغا في السويد، وكذلك الخلافات مع عصابة “الثعلب الكردي”.

وفقًا للتقارير الإعلامية الأسترالية، تعرض سام عبد الرحيم لإطلاق نار داخل موقف سيارات تحت الأرض في مجمعه السكني في ملبورن. ورغم التحقيقات المكثفة، فإن من يقف وراء مقتله يُعتقد أنهم مرتبطون بشبكة معقدة من العصابات التي تدار من العراق، ما يجعل مهمة الشرطة صعبة في الوصول إلى الجناة.

وقد نجح عبد الرحيم في النجاة من ثلاث محاولات قتل سابقة، بالإضافة إلى عشرات الهجمات بالقنابل الحارقة على منزله، فضلاً عن سبع حوادث إطلاق نار استهدفته. ورغم تلك التهديدات، ظل عبد الرحيم مقتنعًا بأنه سيموت فقط حين يحين وقت وفاته.

بعد مقتل عبد الرحيم، تجمع العشرات من أصدقائه والمقربين منه في مسجد إيبنج بشمال ملبورن لإحياء مراسم جنازته. في الوقت نفسه، تركز الشرطة الأسترالية جهودها للكشف عن الشخص أو الأشخاص الذين يقفون وراء جريمة قتله.

من بين الأعداء المحتملين لعبد الرحيم، يُعتقد أن زعماء الجريمة المنظمة في الشرق الأوسط، مثل كاظم حمد وأحمد الحمزة، لهم دور في هذا الحادث. وكانت السلطات الأسترالية قد وضعت مكافأة مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على سام عبد الرحيم في وقت سابق.

تضيف التحقيقات أن حرب التبغ في ملبورن قد تكون من العوامل التي أدت إلى تصاعد العنف بين عبد الرحيم وزعيم الجريمة الناشئ كاظم “كاز” حمد، الذي يُعتقد أنه يدير نشاطات إجرامية من العراق بعد ترحيله في عام 2023 بعد إدانته بتهمة الاتجار بالمخدرات. وتدور الشكوك حول قيامه بتمويل جماعات في ملبورن لتنفيذ هجمات على منافذ بيع التبغ وترهيب المتاجر التي لا تخضع لسيطرته.