ازدحام الطرق نحو البلدات الحدودية

شهدت الطرق المؤدية إلى عشرات البلدات الحدودية في جنوب لبنان ازدحامًا كبيرًا، مع توجه الأهالي نحو المناطق المحيطة ببلداتهم. يأتي ذلك رغم إعلان الجيش الإسرائيلي حظرًا على عودة أهالي 66 بلدة جنوبية.
وقد أسفرت محاولات بعض الأهالي للعودة إلى قراهم ومنازلهم عن مقتل 22 لبنانيًا، بينهم جندي، وإصابة أكثر من مائة آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية، مما يعكس توترًا متزايدًا في المنطقة.

دعوة لضبط النفس والثقة بالجيش اللبناني

في مواجهة هذه التطورات، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون سكان الجنوب إلى ضبط النفس والابتعاد عن المواجهات. وأكد في بيان أصدره اليوم أن الجيش اللبناني ملتزم بحماية أهالي الجنوب وصون أمنهم، داعيًا إلى الثقة بالقوات المسلحة التي اعتبرها الضامن الأساسي لسيادة البلاد ووحدة أراضيها. وأوضح الرئيس أن لبنان لن يساوم على حقوقه وسيادته الوطنية.

تمديد اتفاق وقف الحرب

من جانبه، أعلن البيت الأبيض عن تمديد “اتفاق” وقف الحرب بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/شباط المقبل، بعد عدم التزام إسرائيل بالموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني. هذا التأجيل يعكس التحديات اللوجستية والسياسية التي تواجه إسرائيل في إنهاء وجودها العسكري هناك.

مؤشرات على استمرار التواجد الإسرائيلي

الصحافي سركيس كرم أشار إلى أن الأيام الماضية شهدت دلائل واضحة على أن إسرائيل لن تتمكن من سحب قواتها من الجنوب اللبناني ضمن الإطار الزمني المحدد، ما يثير تساؤلات حول النوايا الإسرائيلية الحقيقية والمدة الزمنية المطلوبة لاستكمال الانسحاب.

مستقبل الجنوب تحت الاختبار

في ظل هذه التطورات، يواجه سكان الجنوب اللبناني معضلة العودة إلى بلداتهم وسط تهديدات أمنية وإعلان الجيش الإسرائيلي الحظر. يبقى السؤال معلقًا: هل ستتمكن الدولة اللبنانية من تأمين الظروف المناسبة لعودة الأهالي، أم أن التأجيل الإسرائيلي سيطيل أمد هذه الأزمة؟