التلغراف

شآم يا أرض السّلام.. لك الّله
فيك اجتمع النّار والوجع.. وصاروا لك زنّار
ما الّذي حصل لك؟!.. لمَ حصل بك كلّ هذا؟!
لم يبق فيك شيء إلاّ واحترق..
أصبح الحزن فيك كبيراً.. والورق لن يعد يتّسع له
والشّجر حالها حال النّاس.. العمر منه انسرق
والعيون سارحة في سماء الّله الواسعة
تنتظر نجم الفرج الّذي ما برق
كبيييير صار الوجع… وما بينكتب عالورق
انهضي يا شام، واصرخي..
يا روح ما بعدك روح.
قومي يا حبيبتي..
اسقي الياسمين حتّى عطره يفوح
أيقظي النائم.. وردّي الرّوح للمذبوح
لملمي جراحك.. واضغطي على جرحك المفتوح
ارفعي رأسك يا بلد الأمجاد والحضارة
يا حبّي الأول.. ويا عشقي الأبديّ
لك السّلام.. يا أرض الهدى
لك نرفع صلاتنا للآب..
برداً وسلاماً ياغاليتي

سوريّة تنزف..!!
سوريّة مجروحة، وجرحها ينزف
وحوش الغابات المنهزمة.. تحاول إحراقها
تحاول دفن جسدها النّحيل المريض.. محوّلةً إيّاه لرماد
لكنّ ثقتي بك كبيرة يا وطني
فأنت ستنهض وتتعافى.. وستسقي الظّالم كؤوس الذلّ والعار والهزيمة
قالوا أبجديتنا الأولى تحترق..
وأنا أقول: بأنّكم جهّال لا تدرون ما تفعلون!!
يا رب إليك وحدك أنشد الجواب لسؤالي
يا رب.. ماهي خطيئة سورية حتّى تعاقب لسنوات
لماذا حلّ بوطني كلّ أنواع الفقر والقهر والموت والحرق؟!
لقد فاق الألم في قلوبنا كلّ حدٍّ.. وتعب التّعب منّا
نحن طُعنا في الصميم ألف طعنةٍ وطعنة
نحن مكلومون، مظلومون.. ولم يعد لدينا الجلد يا الّله
شعبك يا سوريّة بالكاد يلفظ أنفاسه..
وقد بات مجهداً من كلّ شيء
قلوب أبنائك احترقت لبكائك يا حبيبتي
دموعنا تحوّلت لدماءٍ حزناً على حرق ذكريات ماضيك
يا وجع الرّوح.. يا سوريّة !!