جدل حول فشل استفتاء – أخبار أسترالية

في الذكرى السنوية الأولى لفشل استفتاء “الصوت” الذي كان يهدف إلى إدخال صوت أصلي في البرلمان الأسترالي، تعيد وزيرة السكان الأصليين السابقة ليندا بورني النظر في القرارات التي اتُخذت حينها.

بورني، التي قادت الجهود لتقديم هذا الاستفتاء، أوضحت أن التأخير في إجراء الاستفتاء لم يكن خيارًا مطروحًا على الطاولة، على الرغم من المخاوف التي أثيرت بشأن احتمالية الفشل.

الموقف الصارم ضد التأجيل

أوضحت بورني أن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز استند إلى نصائح القيادة الأصلية.

حتى عندما انسحب الحزب الليبرالي برئاسة بيتر داتون وديفيد ليتلبراود من دعم الاستفتاء.

وأكدت أن اقتراح تأجيل التصويت لم يكن مطروحًا بأي شكل، وأي حديث عن إمكانية قبول مجموعة عمل الاستفتاء بتأجيله غير صحيح.

قرار ألبانيز وموقف القيادة الأصلية

ألبانيز قرر المضي قدمًا بناءً على ما أرادته القيادة الأصلية، ملتزمًا بعدم الاستماع إلى المصالح السياسية في هذه القضية. وقد أيدت بورني هذا القرار، مؤكدةً أن الزعماء الأصليين كانوا واضحين في مطلبهم بأن الاستفتاء يجب أن يمضي قدمًا، بغض النظر عن التوقعات السلبية.

الخلاف حول التوقيت والنتيجة

تزايدت التساؤلات بعد الفشل حول ما إذا كان ينبغي النظر في تأجيل الاستفتاء.

عندما بدأت استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع الدعم الشعبي.

أعربت ميجان ديفيس، إحدى مهندسات بيان أولورو، عن شكوكها في مدى صوابية المضي قدمًا في الاستفتاء رغم وضوح احتمالية الفشل.

وترى أن الوقت كان غير كافٍ “لمقاضاة القضية” بالشكل المطلوب.

ما جعل العديد من السكان الأصليين يشعرون بالإحباط بعد النتيجة السلبية.

تأثير الفشل والانتقادات الداخلية

على الرغم من أن القيادة الأصلية طالبت بالمضي قدمًا في الاستفتاء.

إلا أن النقاش حول “ما حدث خطأ” لا يزال مستمرًا.

وأثار بعض الزعماء الأصليين، مثل ميك جودا، انتقادات لطريقة إدارة الحملة والتعامل مع المعارضة المتزايدة.

جودا كان قد دعا في وقت مبكر إلى تعديل اقتراح “الصوت” وتخفيفه.

وهو ما رفضه بشدة ناشطون آخرون مثل نويل بيرسون، الذي وصف هذه الانتقادات بأنها “خوف مبكر” لم يحن أوانه بعد.

دروس الماضي وتأثيرها على القرار

يعتقد البعض أن تجارب الماضي، مثل فشل حكومة راد في تمرير تشريع خفض التلوث الكربوني، أثرت على تفكير ألبانيزي وفريقه.

حيث إن التخلي عن تعهدات أساسية كان في عهد راد يتم النظر إليه على أنه خيانة للمبادئ.

ما جعل الحكومة الحالية ترى أن المضي قدمًا في الاستفتاء، حتى مع وجود مخاطر الفشل، أقل ضررًا من تأجيله.

كما فشل استفتاء “الصوت” كان له تأثيرات سياسية واجتماعية عميقة، خاصة على مجتمعات السكان الأصليين.

بينما تظل القرارات التي اتخذت حينها محل جدل ونقاش، يبدو أن الالتزام بالقيادة الأصلية والتعلم من دروس الماضي كانا السبب الرئيسي وراء المضي قدمًا في الاستفتاء رغم احتمالات الفشل العالية.