!
أنطوان القزي- التلغراف

عندما ترى القرى والبلدات الجنوبية تحولت إلى مراكز تشييع يومية للأطفال والنساء والعجائز.
وعندما تكتشف أن عشرات البلدات والقرى سوّيت بالارض.
وعندما تشاهد نازحين ينامون على الطرقات وفي السيارات.
وعندما يسقط أكثر من 600 قتيل واكثر من خمسة آلاف جريح خلال أسبوع
وعندما تعلم أن مستشفيات بلادك ليس فيها الحد الادنى من المستلزمات الطبية في حين تطحنها الحرب حجراً وبشراً!
وعندما ترى وزراء وطنك يقفون كالخفراء على أبواب مراكز اللجوء يضمّدون جراح حرب لم تعلنها دولتهم..
تتعطّل لغة الكلام ولا تستطيع إلا أن تطلب الرحمة لبني قومك!.
وعندما يضيق كثيرون برأيك وموقفك، تلجاً الى الصلاة كي يوسّع الله صدورهم ويلهمهم خيراً.
وعندما ترى ردود الفعل العربية على ما يحصل في بلادك يغلّفها الخجل.. تخجل أنت ان تقول أنهم أشقاؤك؟!.
فها هو أمير قطر يقول أن ما يحصل لا يعيد الأمن.
أما العراق والجزائر فهما قلقتان بشدة مما يحصل في لبنان!!
ايران تقول، ليس الوقت وقت مهاجمة إسرائيل
وعندما نقرأ عن وزراء خارجية الدول السبع «نشعر بقلق عميق”..
وما الفرق بين حبّة الأسبرين وبين ما يقوله هؤلاء جميعاّ.
وأين تُصرف هذه البيانات؟؟.
وعندما تصير الأشرفية وزقاق البلاط همّاً واحدا ويدا واحدة في الزمن الأسود من يفرقهما في الزمن الابيض؟ هما اللتان تقاتلتا بالعصي والحجارة على جسر الرينغ أبان ثورة 17 تشرين سنة 2019؟!.
هذه الوحدة الوطنية التي دائماً نتغنّى بها بعد وقوع المصائب ، اين تصرف؟.
تحية الى كل لبناني يغالب الوجع، الى كل مواطن ينزف ألماً أو يبكي قريباً أو فقد منزلاً.
تحية الى أهلٍ يتساقطون كالعصافير في حربٍ سيقوا إليها .. وللقصة تتمة.