سميرة عباس التميمي
تلك الموسيقى
وتلك الحضارة
والأقوام
والقوافل
شعوباً, شعوباً
نرحب بكم
وقد تجرع الكأس
مرارة الحروب
كل شيء باقٍ
الشجرة, الدروب
وأغاني امي
التي حملتني إليكم
سُفن المحيط متعبة
والأمواج عاتية
والبحر زاجر
وروحي مرهفة
تتلقى قسوة الرياح
تارةً
ونسائم الحنين والأمل
تارةً أخرى
فهل يبكي الناي
أم يطربُ في غنائه ؟
أحمل الناي في صدري
نبض قلبي موسيقى
تحملني إلى الصحراء, الغابات والأنهار
حيثُ أكون قطرة ندى
يتلفقها شعاع الشمس
فتسكن الشمس نايّ
وتهدأ روحي
محاربةٌ من قدم التاريخ
مع الأقوام
مع الشعوب والجيش
وانوثتي سجلٌ حافل بالنجوم والضياء
وبصمتي في التاريخ مُعتبرة
فبحق الشمس والقمر
وربي خالق الأرض والكون
أي موسيقى, أي حب
يقودني لأسكن السماء والبحر
لأرقض رقصتي
والمطر يحمي عينيّ
والأناشيد تلف جسدي
والأغاني تنطلقُ من لساني
تراتيل, تراتيل
فاي حربٍ تقودون على أنوثتي
وجمالي
وقد خلقني الله من شعاع شمسٍ وقطرة ندى
أخرجُ نايّ
وقد زمجر آلآف المرات
تمرداً للطقوس الشيطانية
الناي يبكي
والأرض تدور وتدور
الشمس والقمر في السماء
وانا لوحدي
ادور والأرض
فلم تركتماني !!؟
أكافح حتى اسكن بؤبؤيِ
عينيكِ الخضراوين
كما في طفولتي
أواصل الحياة
من اجل نسمة حبٍ عليلة
تُنعش روحي المتعبة
وضحكة طفلٍ تملأ فؤادي
عواطفي جياشة
فهل أمضي وحدي
نحو حقول الورد الحمراء
وقد تركتُ خلفي
آلأف الآهات والرايات المكسورة
نعيشُ في عالمٍ
مُزهر بالألوان
أُشارك الأزرق أحلامي
والوان الزهور أفراحي
واركض نحو الفراشات
واشق لنفسي درباً نحو القمر
لساحلٍ إفترش أمواجه على الجانبين
فأحتارت أفكاري
لمنظرٍ أبهرني
وخفق له فؤادي
صنيع الله ورؤية الإنسان
الإله واحد
والشمس واحدة
والهواء واحد
والأرض تبهجنا بالليل والنهار
بالفصول
بساحل البحر ومرآى القمر
بأيامٍ طويلة وأخرى قصيرة
برياحٍ تحمل أوراق الخريف
إلى مسافاتٍ بعيدة
إلى عالمٍ لارجعة فيه
إلى عالمٍ عندما يتوقف المطر
وينقشع الغيم
تفتح الشمس عينيها
وتستقيم الزهور
لتغني اغنية الفرح
العطرة
واساطيل قادمة
بقصص ظريفة وملابس مزركشة
وعطور غريبة
والأرض تدور إبتهاجاً ً
حكمة الكون في الألوان
فسواد الليل قد
إزدان ببريق النجوم
وضياء القمر
وأشكاله مختلفة
القمر يُكلمنا
وآخرون ينشدون الموت
بطقوس شيطانية
ويتحدثون مع الكره
والأرض تقطر دماً
وتدور حسرةً
فأين المنطق في العلم
والأشياء
وخالق الكون والكائنات
وصوت البحر
وأنفاس الأرض !
الأرض واحدة
شعوباً وقبائل
والأنهار تجري
كما في أوردتنا زرقاء
زرقاء
كلون السماء والحرية
على ساحل البحر
تعزفُ شمسُ نايّ
لحبيبٍ مرتقب