أنطوان القزي
رحيل الرئيس سليم الحص الذي بقي يسكن شقّة متواضعة في ساقية الجنزير في بيروت حتى وفاته والذي حافظ الدولار في عهده على ليرتين وربع والذي كان عهده واحداً من أفضل العهود الحكومية، ذكّرني بالرئيس الأرغوياني الأسبق خوسيه مويكا الذي عُرف عنه في أواخر الثمانينات كأفقر رئيس دولة فى العالم حيث كان يتبرع ب 90 % من راتبه للاعمال الخيرية والفقراء فى دولته.
مويكا لم يكن يهتم بحياة الرفاهية كما نراها مع أغلب رؤساء العالم فهو كان يقضى معظم وقته يعمل حول منزله المتمثل فى مزرعه وكوخ يعيش فيه بأحد المناطق الريفيه القريبة من العاصمة بحراسة اثنين من ضباط الشرطة . ووفقا لوثيقة عن ممتلكات الرئيس الأورغوياني الأفقر في العالم فانه كان يمتلك منزله البسيط الذي كان يعيش به بالاضافه الى مبلغ ضئيل جدا من المال و سيارة فولكس فاغن بيتل موديل 1987 (الصورة) المقدر ثمنها
ب 1800 دولار وتعد تلك هى وسيلة الرفاهية الوحيدة التي كان يمتلكها خوسيه مويكا لم يكن عهد مويكا بالسوء الذي توقّعه منافسوه من المليارديرات، بل علّم مواطنيه القناعة والرضى.
في الولايات المتحدة، يمارس الترامبيون أسوأ صور التنمّر على كامالا هاريس أسوة برئيسهم الذي يقول عنها مرّة سوداء ومرّة هندية ومرّة أنه أجمل منها..
فالاختيار اليوم بين ملياردير أبيض في أواخر السبعينيات من عمره يمشي كالطاووس ويملك الفنادق واليخوت والطائرات، وبين امرأة مختلطة العرق ربتها أم عزباء ونقلتها حافلة إلى المدرسة عندما كانت طفلة في عصر إلغاء الفصل العنصري.
لم يقرأ المتنمّرون دراسة تقول: يتوقع خبراء الديموغرافيا أنه بحلول عام 2045 تقريبًا، لن يشكل الأميركيون البيض غير اللاتينيين أغلبية السكان وسيصبح ذوو الأصول الأسبانية ملوك الساحة، إذ بات نصف سكان نيويورك يتحدثون اليوم لغة كريستوف كولمبوس؟!..
وهنا في أستراليا، فإن مسألة الهوية أقل دراماتيكية إلى حد كبير.
فبيتر داتون وأنطوني البانيزي يدركان أن معركتهما ليست بين غنيّ وأغنى لأن السياسي الغني في أستراليا ليس رقماً رابحا في قلوب الناس.
لذلك لم يستطع الزعيمان التنمّر على فاطمة بايمن على أساس عرقي أو ديني بل على أساس خروجها عن أوامر حزب العمال. لأنهما يدركان ان بعض الذين وصلوا الى أستراليا عبر القوارب المخلّعة أصبحوا وزراء ونواباً وحكام ولايات ومخترعين وعلماء.
حكم أمبراطور المال دونالد ترامب الولايات المتحدة ولم يكن عهده أفضل من عهد باراك أوباما الذي كان يعيش من دخل وظيفته وحسب..
في هذه ..أستراليا أفضل؟!.