كلمة رئيس التحرير / أنطوان القزي

دافع المدير الإبداعي لحفل الاولمبياد، الموسيقي الفرنسي الشهير توماس جولي، عن قراراته قبل انطلاق حفل الافتتاح الأولمبي يوم الجمعة الماضي، قائلا إن مشهد العشاء الأخير كان «متوافقًا مع تقاليد فرنسا الطويلة من العلمانية”.
وتابع: «في فرنسا لدينا حرية الإبداع والحرية الفنية.. ونحن محظوظون لأننا نعيش في بلد حر»، مضيفا: «نعيش في جمهورية، ولدينا الحق في حب من نريد، ولدينا الحق في ألا نكون من المصلين”.
ونحن نسأل، هل العلمانية تتعزّز وتترسّخ بإظهار مجموعة من الفنانين المتحولين جنسياً في عرض فيديو مطول يجسد الشخصيات المرسومة في لوحة «العشاء الأخير» التي رسمها ليوناردو دافنشي في أواسط القرن الخامس عشر.
هل بامرأة عارية ومثليين عراة وقبلة رجل لرجل يرسم الفرنسيون عنوان حضارتهم الجديدة؟.
لماذا صوّروا عمالاً يعيدون ترميم كنيسة نوتردام ما داموا يحتقرون المسيحية..
ولماذا صوّروا الباستيل يفتح أبوابه ليخرج منه عشاق الحرية، ما داموا يدوسون هذه الحرية؟!.
عندما حطّم جماعة الطالبان تماثيل بودا في أفغانستان، وعندما أساء رسام الكاريكاتور الدانماركي للنبي محمد، قلنا أنه عمل أناس خارجين على القانون أو عمل شخص واحد، أما اليوم فالإساءة صادرة عن أعلى المراجع الرسمية والثقافية،.. معقول؟!.
وهل تُطبَّق العلمانية عبر أحد المتحولين جنسيا وهو يقوم بتجسيد شخصية السيد المسيح، حيث كان يرقص ويقفز ويزحف ويتمايل ويطلق إيماءات جنسية لا تمت بأي صلة للدين أو الفن أو الموسيقى أو حتى لمناسبة الأولمبياد الرياضية.
لستُ أدري كيف تعيّن فرنسا شخصاً لديه هذا المستوى من التفكير ليشرف على مناسبة تشكّل فرصة لا تتكرّر لفرنسا الحضارة والتاريخ.
بالتأكيد ، أساء توماس جولي للثورة الفرنسية بكل شعاراتها :حرية – مساواة- أخوة- وهو لم يسىء لفيكتور هوغو فقط ولا لفولتير أو ميرابو، بل أساء الى نفسه أولأ لأنه أظهرها بوجه حقير ووضيع لبلاده لأنه لأنه حبسها في قمقم غرائزي؟!.
وإذا كان الإبداع كما حدّده جولي، فبئس هكذا إبداع..
في الماضي عندما كنا ترى أي تخريب يحصل في شوارع فرنسا كنا نقول:» حرام فرنسا، ما بتستاهل»، أما اليوم، وبعد الإفتتاحية الأولمبية، لن يفاجئنا شيء حتى ولو غزت سادوم وعامورة باريس؟ّ.
سيأتي يوم ويرى الفرنسيون برج إيفل يخبئ وجهه خجلاً ويطالب بإبعاده من تلك المدينة التي غيّرت لونها؟!.
وأخيراً، لو جاء مليون مهاجر وملوّن الى فرنسا لما كانوا أساؤوا إليها كما أساء «المبدع الأبيض» مسيو توماس جولي!؟.
إنه الإبداع الفرنسي.. مرحبا