أنطوان القزي
ليس فقط في السياستين الخارجية والدفاعية تتبع أستراليا الولايات المتحدة، ها هي تقلّدها أيضا في سياسة القمع مع طلاب الجامعات.
فقد وجهت جامعة ملبورن إنذارات بالبريد الإلكتروني الى 19 طالباً تهددهم بالطرد في حال شاركوا بأي تحرّك مؤيد للفلسطينيين (الصورة).
في حين اعتقلت الشرطة 13 طالبا في جامعة فرجينيا كومنولث في نيويورك خلال محاولتها فض اعتصامهم بالقوة، وسط استمرار الحراك الطلابي المناهض للحرب على قطاع غزة.
وأعرب الناطق باسم جامعة كولومبيا، بن تشانغ، في بيان عن أسفه لاختيار الطلاب المحتجين طريق التصعيد من خلال تصرفاتهم، وفق تعبيره.
وقال إن الطلاب الذين يحتلون مبنى بالجامعة سيواجهون الطرد من الدراسة.
وقال تشانغ في البيان «قلنا بوضوح كامل أمس إن نشاط الجامعة لا يمكن أن يتوقف باستمرار من جانب متظاهرين ينتهكون القواعد”.
وكان المتحدث باسم الجامعة قال -في وقت سابق – إن إدارة الجامعة بدأت تعليق دراسة عدد من الطلاب بعد أن هددت بذلك، ما لم يُنهوا اعتصامهم في الحرم الجامعي.
وكان طلاب جامعة كولومبيا قد ردوا على القرارات التصعيدية للإدارة ضد اعتصامهم بالسيطرة على مبنيين بالجامعة احتجاجا على تلك القرارات.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء ومنصات إعلامية سيطرة طلاب الجامعة على قاعة هاميلتون، حيث رفعوا عليها لافتة تعيد تسميتها لتصبح «قاعة هند» تكريما للطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة من العمر 6 سنوات، والتي استشهدت بعد محاصرتها على مدى أيام من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل سيارة مع جثث أفراد عائلتها الذين استشهدوا بالرصاص أيضا في غزة.
وتطبيقا للخط القمعي، منعت جامعة جنوب كاليفورنيا «أسنا تبسم»، وهي طالبة مسلمة متفوقة، من إلقاء خطاب التخرج بعد أن تلقت شكوى من جماعات طلابية مؤيدة لإسرائيل. وتتمثل كل اتهاماتها في الارتباط بصفحة على منصات التواصل الاجتماعي تنتقد الصهيونية باعتبارها «أيديولوجية استعمارية استيطانية عنصرية”.
الأوروبيون كان قلبهم أرحب وأوسع، ففي بريطانيا، واصل طلاب جامعة كامبريدج اعتصامهم المفتوح لليوم السادس على التوالي في مخيم التضامن مع فلسطين.
وكان الطلبة يهدفون إلى زيادة الضغوط على جامعتهم للاستجابة لمطالبهم بما فيها سحبُ استثماراتها وإنهاءُ شراكاتها مع الشركات والمؤسسات التي يقولون إنها متواطئة على الإبادة في حرب غزة.
ولقي المخيم دعما كبيرا من قبل أكاديميين وفنانين وسكان المدينة الذين زاروا المخيم لتقديم الدعم للطلبة المعتصمين.
كما اعتصم طلاب جامعة أكسفورد خمسة ايام تضامناً مع أهالي غزة ، ونظموا عدة فعاليات داخل الجامعة.
وفي فنلندا، اعتصم الطلاب في جامعة هلسنكي خمسة ايام على التوالي للتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
يأتي هذا في حين تستمر الاعتصامات والمظاهرات الطلابية في عدة جامعات أوروبية، ومنها: جامعات ميلانو وبولونيا وروما بإيطاليا ومدريد ولشبونة في إسبانيا وأمستردام وأوترخت وديلفت ولايدن في هولندا.
ولكن حالة الطرد اقتصرت على أميركا وأستراليا.