كثيرون من رجال الدين حول العالم استاؤوا من البابا فرنسيس الأول لدى تسلمه الكرسي الرسولي في الفاتيكان سنة 2013 عندما درج على زيارة المساجين وغسل أقدامهم. وكثيرون منهم امتعضوا حين استبدل سيارة الحبر الأعظم بسيارة فولكسفاكن متواضعة، ورأوا أن على البابا أن يحتفظ ب «كرايتيريا» معيّنة احتراماً لموقعه.
لكن الأسقف الأرجنتيني الآتي من بيئة الفقراء في بيونس آيريس أصرّ أن يطل على المؤمنين كما يرى هو الدين والعقيدة وليس كما يراهما سواه.
الأسبوع الماضي تجدّد الإنتقادج حين قال البابا  إن إطلاق النكات بشأن الدين «أمر جائز»، لكن «من دون الإساءة إلى المشاعر الدينية للمؤمنين»، وذلك لدى استقباله الجمعة حوالى مئة فكاهي من خمسة عشر بلداً ( الصورة)، قبيل توجهه للمشاركة في قمة مجموعة السبع في سويسرا.

وأمام جمهور من الكوميديين، وضع البابا البالغ 87 عاما إبهامه في أذنه اليمنى ولوح بأصابعه، في حركة أثارت الضحك والتصفيق. وقال مبتسماً «بدلا من الخطاب، أفعل هذا».

وكان البابا قد دعا الكهنة قبل أيام إلى إلقاء عظات قصيرة أثناء القداديس «لا تتجاوز ثماني دقائق» كي لا يتسببوا «بالنعاس» لدى المصلّين.

وقال البابا الأرجنتيني، واسمه الأصلي خورخي برغوليو، في كلمة ارتجالية خلال اللقاء الأسبوعي العام مع المؤمنين في حاضرة الفاتيكان، إن العظة التي يلقيها الكهنة بعد تلاوة الإنجيل أثناء القداس، «يجب أن تكون قصيرة، على شكل صورة، أو خاطرة، أو شعور».

وأضاف «يجب ألا تتجاوز العظة ثماني دقائق لأنّ (المؤمنين) بعد هذه المدة يفقدون الاهتمام، ويضربهم النعاس، وهم على حق في ذلك. هكذا يجب أن تكون العظة، وهذا ما أريد أن أقوله للكهنة الذين يتحدثون كثيراً، في كثير من الأحيان، ولا نفهم ما يقولون»… وهذا ما شكّل امتعاضاً كبيراً لدى رجال الدين؟!.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم الحبر الأعظم هذه النصيحة. ففي عام 2023، وصف البابا فرنسيس خصوصاً العظات المطوّلة بأنها «كارثة».

وفي كانون الثاني يناير من العام الماضي، تعرض البابا فرنسيس للإنتقاد حين قال:»
كون أن المرء مثلياً ليس بالجريمة. إنها (المثلية) ليست جريمة، نعم، إنها خطيئة»، مستطرداً: «لكن دعونا نميّز أولاً بين الخطيئة والجريمة”.
وأثارت هذه العبارة جدلاً ما زال مستمراً حتى اليوم.