أنطوان القزي

يوم الأحد الماضي، ضرب زلزال اليمين المتطرّف القارة الأوروبية بما فيها أصدقاء لينين القدامي في ألمانيا الشرقية سابقاً والمجر وتشيكيا. وكان مركز الزلزال الأكبر في فرنسا حيث اهتزّ عرش مانويل ماكرون بقوّة.
وفي غمرة موجة التطرّف اليمينية، فازت ريما حسن الفرنسية من أصول فلسطينية، ومرشّحة حزب «فرنسا الأبية» اليساري، في الانتخابات الأوروبية وهي تحمل شعار « من البحر الى النهر» ، لتصبح أول عضو فلسطيني في البرلمان الأوروبي.
وُلِدت ريما حسن في نيسان 1992 في مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ووصلت إلى فرنسا مع عائلتها عندما كانت في التاسعة من عمرها.
حصلت على الجنسية الفرنسية عندما كانت في الـ18 من عمرها، وحازت على درجة الماجستير في القانون الدولي، وكتبت رسالتها حول الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا وإسرائيل.
ترشّحت ريما حسن في انتخابات البرلمان الأوروبي عن «حزب فرنسا الأبية اليساري»، وواجهت انتقادات بسبب موقف حزبها الداعم لغزّة، والرافض للحرب الإسرائيلية، وأثارت الجدل باستخدامها شعار «من النهر إلى البحر».
إلى ذلك، أسّست حسن في عام 2019 «مرصد مخيمات اللاجئين»، وهي منظمة غير حكومية متخصّصة في دراسة وحماية مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم.
في عام 2023، أسّست مجموعة «أكشين فلسطين فرنسا». وفي العام نفسه، انضمّت إلى
La France Insoumise
لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024 على قائمة مانون أوبري، فتمّ انتخابها عضواً في البرلمان الأوروبي كأول فرنسية من أصول فلسطينية تفوز بهذا المقعد.
العائلة والأصول
هي الأصغر بين 6 أطفال. والدتها تُدعى نبيهة (1958-2021) كانت معلمة، بينما والدها عمل ميكانيكياً في سلاح الجو السوري. وقد تم إجبار جدودها، وهما من فلسطين من قرية البروة، على الهجرة إلى سوريا أثناء قيام «دولة إسرائيل» في أيار 1948 أثناء النكبة.
أمّا جدتها لأمّها، فقد جاءت من عائلة هنانو السورية البارزة، وتزوجت بلاجئ فلسطيني من سلفيت. وبسبب مكانتها البارزة، ولكونها شيوعية، اختارت أن تتخلى عن تراثها وتستقرّ معه في المخيم.
ريما حسن أعجوبة الإنتخابات الأوروبية.. ليست موجة عارمة، لكنها بارقة أمل؟!.