أنطوان القزي

حصل دانيال أندروز، رئيس الوزراء المثير للانقسام بشأن الوباء، على أعلى وسام في قائمة تكريم عيد ميلاد الملك لهذا العام.
سواء كان محترمًا أو مذمومًا لإبقائه قراره بإبقاء ولايته مغلقة لمدة 262 يومًا، وحبس ملبورن في «حلقة من الفولاذ».؟ شاء من شاء وأبى من أبى، فقد إنضم عاشق لعبة الغولف الى نادي الحائزين على وسام أستراليا إلى جانب ستة أستراليين بارزين آخرين.
أنا كمراقب لم أكن أتوقّع أن يُمنح أندرو أية جائزة وطنية لعدة أسباب منها: أولاً الوضع الكارثي الذي عاشته فيكتوريا في فترة الإغلاق علة المستويات الصحية والإقتصادية.
ثانياً، أن مهمة السياسي هي خدمة الكواطنين ويتقاضى أجراً لقاء ذلك، ولا شكر على واجب.
لقد شكّل دانيال أندرو علامة استفهام كبيرة لأدائه السيّء في فترة الوباء وأطلق منتقدوه عليه لقب «الديكتاتور دان». فقد تم التخلي عن محاولة لمقاضاة الحكومة الفيكتورية بسبب 58 انتهاكًا لقوانين الصحة والسلامة بالولاية الشهر الماضي.
هل تذكرون في يوليو/تموز، عندما أمرت حكومة الولاية بـ «الإغلاق الصارم» لـ 3000 من سكان المساكن العامة عبر تسعة أبراج داخل المدينة في ضواحي ملبورن الداخلية في فليمنغتون وشمال ملبورن.
وكانت الشرطة تقوم بدوريات في الأبراج وتمنع السكان من مغادرة منازلهم لأي سبب بما في ذلك الذهاب إلى العمل أو شراء البقالة أو ممارسة الرياضة؟!. استقال اندروز من منصبه كرئيس للوزراء في سبتمبرأيلول من العام الماضي بعد تسع سنوات في السلطة، تاركا وراءه ولاية مثقلة بالديون التي ارتفعت إلى 188 مليار دولار. رئيس حكومة فيكتوريا الأسبق جيف كينيت قال:» إن منح دانيال أندروز وسام رفيق من أستراليا يقلل من قيمة الوسام إلى حد لا يمكن التعرف عليه.
أيها الفيكتوريون، يجب على كل أسترالي أن يشعر بالغضب لأن الفرد الذي دمر الفرص لأجيال في فيكتوريا يحظى بالتكريم». وقالت السيناتور المستقلة جاكي لامبي:» إن السيد أندروز لا ينبغي أن يكون مؤهلاً للحصول على الجائزة لأن السياسيين كانوا يتقاضون رواتبهم مقابل أداء العمل المجتمعي.
أجد دائمًا أنه من الغريب أن نتقاضى مبلغًا سخيفًا من المال كسياسيين. وتريد أن تمنحنا الجوائز؟ قالت للتلفزيون”. “في الواقع، هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بأشياء عظيمة، ولكن ليس لديهم الكثير من المال. “إنهم يقومون بأشياء عظيمة في مجتمعهم، وسبب استمرارهم في منح الجوائز للسياسيين هو أمر خارج نطاق فهمي”. أندروز، وهو سياسي هائل في مجال التجزئة وصاحب أداء إعلامي لا يكل، اشتهر بعقد مؤتمرات صحفية لمدة 120 يوما متتاليا خلال الموجة الثانية..وقال أندروز في بيان إنه يشرفه الحصول على الجائزة، وقال إن قيادة ولاية فيكتوريا لمدة تسع سنوات كان أعظم شرف في حياته.
وقال: «يشرفني أن يتم ترشيحي لهذه الجائزة وأنا ممتن لكل سكان فيكتوريا الذين ساهموا في بعض من أفضل الأوقات التي مرت بها ولايتنا والذين عملوا بجد لرؤيتنا خلال أصعب الأوقات”.“أشكر المجتمع الفيكتوري على دعمه لي ولفريقي في قيادة ولايتنا لمدة تسع سنوات.” ومن بين إنجازات السيد أندروز التكليف بتنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى تحت شعار «البناء الكبير»، والتي تشمل نفق المترو وإزالة 72 من المعابر. بعد انتخاب أندروز في عام 2014، كان أول قرار كبير اتخذه هو وقف العمل في نفق طريق East West Link التابع للتحالف بتكلفة مليار دولار. السؤال: “هناك رؤساء حكومات ووزراء مرّوا في كل الولايات الأسترالية وقدّموا خدمات لافتة وإنجازات كبيرة ولم يتمّ تكريمهم.. أليس من الأجدى أن نسحب السياسيين من سوق التكريم.