طالعتنا الأخبار خلال الأسبوع ان الصين تستقوي على السياسيين الاستراليين في إقناعهم ان تايوان هي جزء من الصين ويجب إرجاعها تحت حكم الصين.
في إحتفال تايوان بإنتخاب رئيس لها حضره نواب استراليون.. أعلمتهم عن طريق البريد الالكتروني ان يقبلوا ان تايوان هي جزء من الصين.. بل وجه القنصل العام للصين في سيدني.. رسالة الى عضو المجلس التشريعي في نيو ساوث ويلز مارك لاثام.. مفادها ان القنصلية الصينية في سيدني تراقب تفاصيل خطابه الذي ألقاه في البرلمان.. الذي يدعم فيه إستقلال تايوان.. وإدعى القنصل ان خطاب مارك لاثام غير مسؤول إطلاقاً ويخرق مبدأ الصين واحدة.. وقد تكرر موقف لاثام المعادي للصين منذ عام قبل الخطاب الأخير.. وأثنى على الشعب التايواني والنظام الديمقراطي الذي يطبقه.. وقال لاثام ان الصين دولة قوية.. وسوف يقدم مشروع قرار في البرلمان يدين فيه الصين لموقفها السابق المعادي لتايوان.
ولنبدأ منذ البداية.. فبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وعام 1948 حيث تسلم ماو تسي تونغ رئاسة الحزب الشيوعي الصيني الديكتاتوري.. وأطلق الثورة الثقافية.. وإنفصلت تايوان عن الصين بالحكم الذاتي.. وطبقت النظام الديمقراطي.. واعتمد إقتصادها النظام الرأسمالي الحر.. أما الصين فطبقت النظام الإقتصادي الرأسمالي ولكن ظل الحزب الشيوعي مسيطراً على أجهزة الدولة.. وتعداد سكانها بلغ مليار ونصف مليار نسمة.. وتطورت الصين وأصبحت دولة قوية إقتصادياً وعسكرياً.
تشكل الصين الآن قوة عالمية قد تقود العالم خلال السنوات العشر المقبلة.
لماذا الحرب العالمية الثالثة؟
الصين تصر على إرجاع تايوان إليها.. والولايات المتحدة أكدت انها سوف تواجه الصين إذا غزت تايوان.. وسوف تواجه الصين وروسيا.. ضد الولايات المتحدة وأوروبا واستراليا ونيوزيلاندا.
ويسبق إندلاع الحرب العالمية الثالثة سيطرة الصين خلال السنوات المقبلة على الإقتصاد العالمي.. فهي تقرض دول الباسيفيك الأموال لإستخدامها في مشاريع إستثمارية مثل بابوا نيو غيني وسولومون أيلاندز وجزر المنطقة.. ولما لم تستطع تسديد الديون.. تتدخل الصين في أنظمتها لتكون تابعةً لها.
وتشكل استراليا الجوهرة الثمينة للصين التي تحتوي في تربتها على المواد الأولية.. لذلك فإنها مصدر قلق للصين حيث استراليا دولة ديمقراطية وإقتصادها حر.. مع أن الصين الدولة التجارية الأولى مع استراليا.
وأطلعتنا الأخبار خلال الأسبوع الماضي بأنه يوجد أكثر من 1200 جاسوس صيني في استراليا من بينهم 200 مهني يجمعون المعلومات للحزب الشيوعي الصيني.
ولكن ما هو موقف استراليا لو إندلعت الحرب العالمية الثالثة؟
استراليا مضطرة لدخول الحرب إذا وقعت بحكم معاهدة عسكرية بين الولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلاندا.
وماذا عن الوضع بالنسبة للشرق الأوسط؟
بالنسبة لدول الشرق الأوسط من الأرجح ان تقف مع الصين ضد الولايات المتحدة بسبب حماية ومساعدة الولايات المتحدة لإسرائيل.. على أي حال من السهل هزيمة دول الشرق الأوسط عسكرياً من قبل الصين أو الولايات المتحدة.. أو أي دولة كبرى متقدمة عسكرياً.
من ينتصر بالحرب؟
حالياً موازنة الإقتصاد الأميركي حوالي 19 تريليون دولار.. والصين حوالي 18 تريليون دولار.. ولكن الإقتصاد الصيني ينمو بسرعة ويقود العالم.
لن يحدث الصدام بين الدول المتحاربة بالأسلحة النووية لأنها تقضي على جميع أطراف الصراع.. ويقول الخبراء ان الدولة التي تنعم بالتقدم الإلكتروني هي التي سوف تنتصر بالحرب.. لذا لن يكون إنتصار لأي دولة تستخدم الأسلحة التقليدية والنووية.. والولايات المتحدة متقدمة على الصين حالياً.. ولكن في تقديري ان الصين بعد عشر سنوات تتقدم على الولايات المتحدة والعالم.
والسؤال هنا متى تحدث الحرب العالمية الثالثة؟
تقديري أيضاً ان تحدث الحرب العالمية بين 10 سنوات و15 سنة حينما تكون الصين مستعدة لغزو تايوان وأنا أرى ان موقف الولايات المتحدة خاطئ.. وكذلك موقف استراليا خاطئ.. ويجب ان تتحد تايوان مع الصين من خلال المفاوضات.. فهي جزء طبيعي من الصين.. فإن الصين سوف تتربع على قمة دول العالم.. وتفقد الولايات المتحدة دورها الرائد الحالي.
ما هو الرأي العام الاسترالي؟
ان السؤال هنا ماذا يقول الشعب الاسترالي عن هذه القضية المصيرية؟
صدرت خلال الأسبوع إحصائية مفادها ان نصف الاستراليين ينظرون الى الصين كتهديد أمني رئيسي لاستراليا وليس كشريك تجاري فقط.. وقال 75% منهم ان الصين سوف تشكل تهديداً عسكرياً خلال العشرين سنة المقبلة.. وأكثر من كونها قوة إقتصادية عظمى.