أنطوان القزي

طار البلد أو يكاد ، وما زال الإلتباس والتكاذب والخداع يعتري الساحة السياسية في لبنان.
فقد أصدر مجلس الوزراء اللبناني قراراً بالرجوع عن تكليف وزارة الخارجية تقديم إعلان إلى مسجّل المحكمة الجنائية الدولية بقبول اختصاصها في التحقيق والملاحقة القضائية لكل الجرائم المرتكبة على الأراضي اللبنانية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تدخل في نطاق ولايتها القضائية بما فيها تلك التي طاولت الصحافيين والمسعفين ومتطوعي الدفاع المدني.
غريب، من الذي أوعز الى الحكومة بالتراجع عن شكواها، ومن الذي أجبر نجيب ميقاتي على سحب الشكوى. ومن هو صاحب القرار اليوم بالشاردة والواردة ، وما هي القطبة المخفية، وهل هناك من يخاف رأسه من التحقيقات ، فأوعز بسحب الشكوى؟؟.
في الماضي عندما كانت اسرائيل تخطف راعياً أو عندما تتوغّل عشرة أمتار داخل الأراضي اللبنانية كانوا يسارعون الى الطلب من الحكومة لتقديم شكوى.. واليوم لحق الموت والدمار بالبيئة اللبنانية في الجنوب مع قصف على امتداد 24 ساعة ودمار مئات المنازل وسقوط مئات المواطنين.. ممنوع رفع شكوى ضد اسرائيل؟؟!. .. وهل تصدقون ان من يعلن الحرب على اسرائيل ويشكو من جرائمها وعدوانيتها يرفض رفع شكوى ضدّها!!.
فمن يحلّ لنا هذه الحزّورة؟!.
هذا في الجنوب، أما في بيروت وفي كلمة له خلال احتفال تأبينيّ في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، سأل السيد نصرالله
«هل يوجد سبيل غير الحوار والتشاور للوصول إلى نتيجة؟».
وعن أي حوار يتحدث وهو يقول: لا تتعبوا أنفسكم مرشحنا الى الرئاسة هو هو». وقرارنا هو من إيران!.
على ماذا إذن نتحاور؟!.
ثمّ ماذا يقول السيّد عن حملة التبرعات التي أطلقها الحزب لشراء مسيّرات لتنخرط في حربه التي أعلنها دون علم الدولة؟!. مسكين رئيس الوزراء، عليه أن يمرّر جدول أعمال مجلس الوزراء لأوليائه عشية انعقاد كل جلسة!.
ومسكين وزير الخارجية عليه أن يلتزم بالنص الذي يعطونه إياه في الحارة قبل إلقائه كما حصل في بروكسل.
ومسكين لبنان لأنه لم يجد من يسمع لودريان حين قال:» إذا لم تتفقوا فإن لبنان السياسي بالتأكيد سينتهي في المستقبل القريب المنظور».
وهناك في الدولة من يظن أن السلطة هي في ختم سوبرماركت بالشمع الأحمر أوتوقيف سارق دراجة نارية أو اكشاف عصابة سرقة؟؟ ولا شأن له بتقرير مصير البلد؟
هناك جائزة مليون دولار لمن يعرف ماذا يفعل ساكن السرايا هذه الأيام؟!.