بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

يبدوا أن قضية الأخوة « قابيل وهابيل “ستتكرر مرة أخرى، ولكن بشكل أخر ويتناسب مع هذا العصر فأيما كانت الأسباب من حسد أو حقد أو حتى كراهية فقد يتخلص المرء من أخيه أو من أمه وأبيه وربما من صاحبته وبنيه من أجل أغراض لا يعلمها الكثير في هذه الرحلة الدنيوية والتي خلق الإنسان فيها وقصة نزوله من الجنة (آدم وحواء) إلى الأرض التي نعيش عليها اليوم.

الإنسان الذي خلق ونزل إلى الأرض ليعيش فيها ويعمرها لابد وأن يفنى، فهذه الأرض
لم تصمم للبقاء فيها طويلا أو للخلود فجسم الإنسان قد خلق أو تشكل من نفس مواد الأرض الطبيعية (سهلة التشكيل من تراب وماء = صلصال ) ولن يصمد طويلا وكما ذكرنا في مقال سابق فالأعمار والاقدار قد تحددت وحسمت منذ أزل بعيد وقد زُرِعَ في هذا الإنسان نزعة الخير والشر وقد تكون الأخيرة هي السائدة كما هي المشاهد قديما وحديثا وقد لا يهنئ للإنسان (الشرير) بالاً إلا حتى يعم الشر والفساد والخراب هذه الدنيا وكما هي الخطة الشيطانية والتي نعلم خيوطها جيدا فمنذ بدء الخليقة والحروب الدينية والعقائدية ( يهود ونصارى ومسلمين وغيرهم ) مستمرة وحتى قيام الساعة ونهاية العالم، أضف الى ذلك الحروب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونشر الأمراض والأوبئة وكل ما يقود الى فناء الإنسان وتقليل أعداده وباختلاف الأساليب المتاحة بدءاً من التسمم والأسلحة البيضاء وحتى التدمير بالطائرات والصواريخ والقنابل النووية وما زال الشر يسيطر على عقل هذا الإنسان ( الشيطاني )
وسواء استخدم الذكاء الطبيعي أو الاصطناعي فالهدف واحد والغاية واضحة فمنذ تصنيع الانسان الآلي ( الروبوت ) والتحدي واضح لخلق إنسان أخر على وجه  البسيطة ليحل مكان الانسان البشري ( خليفة الله في الأرض ).

هذا الإنسان الآلي الجديد قد جُهِّزَ بمنظومة قوية من خوارزميات وإحداثيات الذكاء الاصطناعي وقد يتغلب على كثير من نظرائه من البشر والذين تنقصهم صفات الذكاء وربما تمت برمجته بعناية فائقة ليتحكم ويقود أنظمة المجالات الصناعية العسكرية والتقنية وحتى الدينية والحياتية فقد يكون جراحا ماهرا أو مقاتلا محترفا أو حتى حارسا أمينا!
وإذا ما نجح هذا التوجه فقد تستبدل جميع الوظائف الحالية بأناس قد تم تدريبهم بشكل احترافي عالي للتعامل مع التحديات الحالية من حل للمشكلات واتخاذ للقرارات وهنا يكون قد تم القضاء على الانسان البشري وبشكل تدريجي وبعد تهيئة الجو العام والذي نراه ونعيشه اليوم ( 2024) لمنع  صفات البشر ( الربانية )

المزروعة في الإنسان من الحب والعاطفة والتفاني والإخلاص والتزاوج
( LGBT  ) ليبقى الإنسانين الطبيعي والآلي على درجة واحدة من الانقياد والاستسلام للتوجه الجديد بعد أن تم تدريبهم على الوحدة والعزلة والأنانية ونزع روح التعاليم الفطرية منهم من محبة وتسامح وعاطفة  فهل نقول وداعا أيها الإنسان! والله المستعان.