أنطوان القزي
بين الدوحة و بروكسل سطّرت الوحدة الوطنية اللبنانية أبهى تجلياتها.
ففي قاعة لوسيل الرياضية في الدوحة حيث تقام بطولة وصل لكرة السلّة، تحلّق سبعة آلاف لبناني ليشاهدوا فريقّي الرياضي والحكمة اللبنانيين وهما يخوصان المباراة التي جمعتهما معاً.
وفي بروكسل لم يكن مفاجئاً للبنان الرسمي ولا السياسي ولا الشعبي أن يتوحّد مجدداً الموقف اللبناني شبه الاجماعي الوحيد حول مواجهة الخطر الوجودي للنازحين السوريين . وتركت التظاهرة الرسمية والسياسية اللبنانية التي شهدتها الاثنين بروكسيل دلالات يصعب تجاهلها ومن شأنها ان تشكل مؤشراً الى تصعيد مطرّد ومتواصل واشد حدة في الصراع اللبناني – الأوروبي – الدولي .
وقد شهدت بروكسيل تعبيراً لافتاً لجهة ملاقاة الخطاب الرسمي للنبض الاحتجاجي الذي واكب المؤتمر عبر تجمعات المعتصمين والمحتجين من الأحزاب المسيحية الأساسية “القوات اللبنانية « و»التيار الوطني الحر» مع مجموعات اغترابية، فيما تميزت كلمة الحكومة اللبنانية المتبنية للتوصية النيابية أيضاً برفع نبرة التحذيرات من خطورة انهيار الهيكل اللبناني وتمدّد الانفجار الى الجوار والى أوروبا تحديداً.
وزير الخارجية والمغتربين عبدالله حبيب شرب «حليب سباع» هذه المرّة فهو خاطب الأوروبيين قائلاً: «نحمل إليكم إجماعاً لبنانياً قل نظيره بأنّ لبنان، حكومةً وشعباً من كل الفئات، والمناطق، والطوائف، والأحزاب، قد وصل إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمّل بقاء الأمور على حالها، والاستمرار بالسياسات المتبعة نفسها منذ أكثر من 13 عاما
وتابع: « داخلياً، وصلنا إلى نقطة اللاعودة بسبب تزايد الحوادث، والاضطرابات، والاحتكاكات، والسرقات، والجرائم، وعصابات الجريمة المنظمة، ومعظم أدواتها من النازحين السوريين، ما وحّد اللبنانيين. لقد وصلنا إلى إجماع لبناني بأنّ إبقاء الوضع على ما هو عليه سيشكل خطراً وجوديّاً على لبنان». واعلن أننا «ندق ناقوس الخطر من باب حرصنا على التعاون معكم، فلبنان يخطو خطوات متسارعة نحو الانفجار الكبير، في حال استمرار سياسة شراء الوقت في موضوع النزوح. لقد تغيرت الأحوال بصورة جذرية في الداخل اللبناني، وتكاثرت التحديات والمشاكل، وشحّت الموارد، إقليمياً ودولياً. جئنا إليكم اليوم لانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، قبل فوات الأوان، لوضع أسس لمقاربة مختلفة جذرياً ومستدامة لإعادة النازحين إلى ديارهم، وفصل السياسة عن النزوح قبل فوات الأوان، وانهيار الهيكل علينا وعليكم».
لكن يبدو أن البأوروبيين صمّوا آذانهم وهم مصرّون على إبقاء النازجين في لبنان في قرار وقح لممارسة انتداب أممي على لبنان عنوانه «توطين النازحين»، وكأنهم يطلقون «وعد بلفور» بنسخة جديدة؟!.