أنطوان القزي
هذا ليس عنوان المسرحية الفكاهية ( إربت تنحل) والمقصود به «قربت تنحل» التي كانت تُعرض في بيروت منذ سنوات ، بل هي عناوين الوضع الراهن في لبنان الذي يزداد سوءاً.
«إربت تنحل» لأن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، دعا في تصريح، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي و الثنائي المقاوم (في إشارة إلى حزب الله وحركة أمل) ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لتأمين جلسة لمجلس الوزراء وإقالة وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بأكثرية الثلثين، وتكليف وزير للداخلية أكثر توازنًا .
ففي استقالة مولوي تسلم جرّة وئامو ويبقى حلفاؤه يمتلكون المبادرة في الشارع عبر دراجاتهم الآتية ليس من الضاحية فقط ، بل من الخندق لرفد ومؤازرة الذين يحطمون ضلوع الثوار؟!.
وفي وقت سابق، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر انطلاق مسيرة للدراجات النارية في الضاحية الجنوبية اعتراضًا على تداعيات الحملة الأمنية في المنطقة أغاظت وئامو الذي جعل أمن الجاهلية من أمن الحارة والمريجة!.
«اربت تنحل» لأن القوى السياسية اللبنانية اتفقت على التظاهر أمام مقر الاتحاد الاوروبي يوم الإثنين المقبل 27 أيار الجاري لرفض الإملاءات الأوروبية الملتبسة على لبنان في ما يتعلّق بقضية النازحين السوريين.
ففي بروكسل قد تنجح التظاهرة لأن ليس فيها شرطة مجلس نواب تضع الحواجز الحديدية في طريقها وتفقأ عيون المتظاهرين كما ليس فيها مندسون ينهمرون بالعصي على ظهورهم.
«اربت تنحل» لأن القوى الأمنية اللبنانية و أوقفت شاحنة مسدسات «أردوغانية الصنع» ليتبيّن ان الخمسمئة مسدس سبقها خمسون ألفاً وأن الشاحنة سبقتها شاحنات. ليضبح الحل تحت عنوان «لكل لاجئ مسدس».
«أربت تنحل» لأن تلفزيونَي أم تي في والجديد يتسابقان على تبني نبوءة مقتل الرئيس الإيراني أولاً عبر توقعات ميشال حايك، وثانياّ عبر نبوءات ليلى عبد اللطيف.. ما يعني أن لدينا من يتنبأ الحلول في لبنان قبل نهاية القرن إن شاء الله!!.
«إربت تنحل» لأن حرب مشاغلة إسرائيل أتت ثمارها بتهجير أكثر من مئة ألف جنوبي مع تدمير 1700 منزل وتضرّر نصف القطاع الزراعي.
«إربت تنحل» لأن وفد صندوق النقد الذي زار لبنان مطلع الأسبوع، سمع شيئاً في عين التينة وشيئاً آخر في السرايا ورأياً مغايراً في وزارة المالية، و غادر أعضاء الوفد وهم يقولون عن اللبنانيين:» يريدون المساعدة ولا يعرفون ماذا يريدون»؟!.
«إربت تنحل» لأن تلفزيون لبنان الرسمي بدأ هذا الأسبوع بتقديم تشرة أخبار يومية بلغة الإشارة للصمّ والبكم ( الصورة)، فربما من لا يفهمون بالكلام يفهمون بالإشارة..
«إربت تنحل»؟!.