أنطوان القزي
كان ينقص لبنان مفوضية شؤون اللاجئين لتقف في صفّ الذين يتآمرون عليه عبر المساهمة بتوطين السوريين في لبنان عن طريق الشرعية الأممية.
تعترف الأمم المتحدة أن في لبنان أكثر من مليوني لاجئ سوري لكنها تتعامل مع هذا البلد بخفّة واضحة وكأن فيه مئتي لاجئ وحسب.
ومنذ أيام، فكّ ممثل المفوضية إيفو فرايسن ربطة عنقه غاضباً وراح يصرخ منتقداً مواقف اللبنانيين حكومة وشعباً وقبل أن يصدر بياناً شبيهاً بوعد بلفور يقول فيه: «ترى المفوضية أن الحكومة اللبنانية «زوّدتها» بالمعاملة السيئة إزاء النازحين السوريين. وترى ان البلديات تجاوزت صلاحياتها في إخراج النازحين من بين المنازل.
وتطلب المفوضية من وزير الداخلية بسام مولوي أن يجمّد كل قراراته المتعلّقة بإعادة اللاجئين وألّا يثير مخاوفهم، وأن المفوضية لا تعوق عودتهم بل تؤيد عودة طوعية وآمنة لهم»…
هل لا حظتم كم هو مهضوم فرايسن، وهل يدرك فرايسن أن العودة الطوعية تستغرق ثلاثة ملايين سنة ضوئية.. هذا إذا حصلت!!.
مساكين مبعوثو الامم المتحدة، يرسلونهم الى الشرق الأوسط ليطبّقوا على أرضه شهاداتهم التي حملوها من ستوكهولم واوسلو وكوبنهاغن وهم لا يعلمون أن العنزة الشامية ليست كعنزة المسيو سوغان.
تحمّل لبنان يا مستر فرايسن أضعاف طاقته.
في ظلّ ارتفاع الجرائم التي يرتكبها اللاجئون والتي تتراوح بين التجسس والقتل والاغتصاب والاعتداء المسلح والسرقة والمتاجرة بالمخدرات والتهريب، والمفارقة أن مرتكبي الجرائم يحاولون الفرار الى سوريا هرباً من ملاحقتهم في لبنان. ناهيكم عن الخوف من تسليح المخيمات السورية لأن أكثرية السوريين مدرّبون على السلاح خلال خدمتهم الإجباريّة في الجيش السوري.
وهل يجوز يا سيّد فرايسن أن نُلقّن وزير الداخلية دروساً في إدارة الأمور في بلده وما يجب عليه فعله على أرضنا وما لا يجب؟!. في حين يقوم المجتمع الدولي والدول الأوروبيّة بعقد الصفقات المشبوهة للحؤول دون طرق اللاجئين أبوابها وخشية من تفاقم أزمة اللجوء لديها ولو كان ذلك على حساب اللبنانيّين.
عليكم يا سيد فرايسن أن تردعوا العاملين لديكم من إثارة مخاوف اللاجئين من العودة الى سوريا ، والتهويل بالصعوبات المحتملة التي قد تواجههم، بما في ذلك احتمال تجنيدهم في الجيش السوري أو القاء القبض عليهم، وتخويفهم بعدم قدرة الأمم المتحدة على تقديم الدعم لهم في بعض المناطق السورية.
فأنتم من يخيف السوريين كي يبقوا في لبنان وليس السلطات اللبنانية.
يقولون عندنا يا فرايسن بك:
« رحم الله امرءاً عرف حدّه فوقف عنده».