أنطوان القزي
أن يطلقَ وزير المهجّرين اللبناني عصام شرف الدين اقتراح وضع خمسة آلاف نازح سوري على قوارب وترحيلهم بشكل شرعيّ إلى كندا وأميركا». فذلك بسبب يأسه من تخاذل حكومة ميقاتي في إيجاد حل لهم مع النظام السوري.
وأن يطالب رئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» جبران باسيل بفتح الحدود أمام الهجرة من لبنان نحو أوروبا، لتشكيل نوع من الضغط على القارّة العجوز، فهذا من باب استدراك مواقفه السابقة التي رفضت إقامة مخيمات لهم على الحدود في بداية نزوحهم الى لبنان؟.
أما الموقف اللافت فهو ما جاء في خطاب السيّد حسن نصرالله الأخير، عندما طالب بـ»اتّخاذ موقف وطنيّ لبنانيّ لفتح البحر أمام المغادرة الطوعية للنازحين السوريين نحو أوروبا بدلًا عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل من خلال طرق غير شرعية»، مضيفاً «عندما يُتّخذ قرار كهذا كلّ الغرب والأوروبيين سيأتون إلى لبنان ويدفعون بدل المليار 20 ملياراً».
يعرف المطلعون أن آخر شخص ينتظَر منه أن يدعو لإرسال النازحين السوريين الى أوروبا هو السيّد نصرالله لعدة أسباب؟.
أولاً: اليس هو الذي يعتبر أننا والسوريين أبناء وطن واحد؟.
ثانياً: أليس هو من خاض الحروب داخل سوريا وخسر شبابه هناك من القصير الى السيّدة زينب وصولاً الى حلب؟.
فكيف يضحّي بأبناء جلدته الذين حارب من أجلهم بتعريضهم للغرق في البحر، علماً أن له الكلمة الفصل في إعادتهم الى سوريا ، وهو الذي يمون على النظام ورأس النظام؟.
السيّد يعرّض السوريين لنزوح آخر كرمى لبشار الأسد
عبر ابتزاز الأوروبيين لرفع عقوبات قانون قيصر، وكلّ ما يدين هذا النظام من ارتكابات قام بها خلال السنوات السابقة، وكأنّه يقول انسوا ما فعلته مع شعبي مقابل ردّ النازحين من لبنان.
إن الدعوات إلى فتح البحر أمام النازحين السوريين يا سيّد تُغرق لبنان ولا تُغرق أوروبا ، وأنت أعلم العالمين بذلك.
وكل الناس تعرف أنك الوحيد القادر على إعادتهم الى بلداتهم وقراهم ، فلماذا تدعو الى فتح البحر يا سيّد، اليس النازحون بشراً أم أنهم سلعة للمقايضة كُرمى لطبيب العيون الذي باع شعبه على أرصفة العالم؟!..
في الماضي ، كان البعض يريدون رمي إسرائيل في البحر، واليوم هناك من يريد رمي السوريين في ذات البحر؟!.
.. «حزّورَة»؟؟.