بقلم نوفل حنا نوفل – سدني
اكثر من الفي عام قد مضى والعالم العربي يعيش في الجحيم والخوف الشديد من بعضهم في الداخل المريض ومن المغتصب للأرض وثرواتها ، ولم يرتاح ولم يهدأ من القتال الشرس والحروب الطاحنة والساخنة لعدة أسباب كلفت الدول العربية الملايين من موت الناس العزل .
الأسباب التاريخية متشعبة جداً منها كانت حروب عشائرية، ومنها كانت حروب سياسية وفتوحات وغزوات استعمارية ، ومنها من اجل التأميم وسلب اموال وأرزاق الأغنياء ومنحهم لجماعة فقيرة ليست محايدة بل انها مع الحكم ، وهناك اسباب عديدة للعداوة والشغب بين اهالي الوطن وبين مثقف وجاهل ومتخلف ، ويوجد خصومات كبيرة وقديمة العهود، اما مع الغرب المستعمر لم يكن يوماً يعمل في تجارته وسياسته لصالح الدولة العربية والشعب، بل انه كان رأس الحربة لزرع الفتن على مدار عقود من الزمن ، اما المعاملة والخوف مع دول الشرق والبلدان الشيوعية التي لا تؤمن في بعض الانبياء والاديان ، الذين كانوا دائما ينظرون اليهم نظرة حقد وازدراء وكراهية قاتلة ومعاملة بسيطة وضعيفة ومريضة من العديد من القادة في تاريخ هذه الامة التي تعاني المعانات الصعبة والشديدة والمتحمسة في الانتقام ،لانهم مفتقرون للنهضة الفكرية والثقافية والعلمية وقانون العلمنة ، ولعدم التوازن السياسي بين كل دولة عربية وكل طائفة وحزب ، هذا يدّل على الانحياز لدول معينة وفقدان التوازن المطلوب ، ومن المعلوم جداً كانت حروب كثيرة مع الدول المجاورة من اجل الحدود والعقيدة والانحياز والفرضية الحزبية والفرضية الدينية عند عدة جهات منحازة على الساحة العربية ، نحن نقرأ عن الحروب التاريخية وتاثيرها السلبي والمباشر على الحياة والمجتمع ،التي كانت على مدى العصور السابقة وعبر عدة حقبات ماضية وحاضرة ، والتي فرضت نزوح الملايين من الناس من بلادهم ، تلك الأمور والأنظمة التعسفية كانت مؤثرة جداً على زيادة التضخم التجاري وفشل القوة الشرائية بكميات كبيرة من اجل محاربة الغلاء والتوفير على المستهلك ، وزيادة في الاتهمات الباطلة والخصومات والنزاعات العرقية والوطنية بين الشعوب والحكام والقادة والرؤساء في الوطن والمنطقة باسرها ،التي في طريقها إلى الزوال من الوجود شعبا وأرضا وحذفهم وعدم وجودهم على خريطة الدول العالمية للبلدان ، اما السبب لهذا الفراغ البشري والجغرافي هو لعدة أسباب عدائية وعدوانية من اجل سياسات فطرية متشددة وسياسات مدنية محلية عرجاء ،لا تندمج ولا تتحد مع بعضها ولا تعترف في قوانين وشرائع وكتب بعضها البعض ،ولا تقبل بقوانين الحقوق الجامعية والدولية لكل إنسان يحق له في ثروات الارض وان أهم الأسباب المؤسفة هى العداوة الجزرية من الداخل العربي، وعداوة مع الدول الخارجية التي تستثمر الارض وتبلبل الشعب ،ونزوح طائفي وعربي وحزبي مخيف في المنطقة وما يزال إلى هذا اليوم لا يوجد أمان للعيش ،بل يوجد فراغ سكاني في كل مكان تحت ضغوط عنصرية وارهابية من الداخل، الذي لا يرحم مخلوق ، لان هذه الأنظمة العقيمة تجتاح الوطن بطريقة قيصرية لكي تخلوا المنطقة من السكان والأنشطة التجارية والصناعية والزراعية ، من اجل ان يحصل شلل شامل في الحركة الاقتصادية، من حيث جميع هذه السياسية ليست سياسات حكيمة بل انها فشل سياسيات قديمة لا تتماشى مع هذا العصر الحديث ومع تقدم حياة الرفاهية والتكنولوجيا الحديثة بشكل سريع ومروع وغير مسبوق ، من اجل إنتاج جميع الصناعات المتفوقة وتسويقها في الدول العربية والعالم الثالث ، لان جميع هذه الصناعة السباقة تجعل المنتج المحلي ضعيف امام هذا العملاق الخارجي الكبير ، الذي يجتاح العالم بمهارته وفنه ، والذي جعل داخل الأوطان العربية ورطة كبيرة وانهيار كبير وعدم البقاء في المعترك الصناعي والزراعي المحلّي ، وفي عجز مالي وشعبي واقتصادي ساحق. أما المشكلة الأساسية هى التعتيم على العروبة وإغلاق المعابر والطريق امامهم البرية والبحرية ، من اجل ان لا يتحرروا من السياسات القمعية المقنّعة عليهم ، لكي تبقى رقعة الحروب مشتعلة ، وتجارة الموت والأسلحة والنزيف البشري والاقتصادي في مأزق كبير جداً ، وعلى تراجع مستمر من اجل بيع الأسلحة لكل دولة عربية كي يبقى النزيف الدموي في كل مكان ، ولم تنتهي الحروب في المنطقة العربية إلا عندما تضمحل الشعوب العربية، وينفذ البترول وينتهي أو الاستغناء عنه كلياً.