أنطوان القزي
يوم اشترى ايلون ماسك شركة تويتر العام الماضي مقابل 44 مليار دولار، وعد بحماية حرية التعبير على المنصة. لكن يبدو أن حرية التعبير تعني شيئاً آخر لهذ الرجل النرجسي الذي كما يبدو يهوى بثّ الكراهية والتفرقة بين البشر. ولم نلحظ نحن في أستراليا ما الذي تفعله «تويتر» إلا عندما وصلت « الموسى الى ذقوننا».
فبعد حادثة الطعن في كنيسة الراعي الصالح في وايكلي في سدني في 15 نيسان أبريل الجاري. أصرّ ماسك على عرض مناظر مزعجة من الحادثة تمس الأمن الإجتماعي في أستراليا وتُبقي منسوب التوتر بين الناس مرتفعاً ، إذ لا يزال الصراع محتدماً بين المسؤولين الاستراليين والملياردير الأميركي الذي يرفض إزالة فيديو الطعن بسبب نرجسيته حسي ما رأى وزراء أستراليون واعتقاده أنه فوق القانون.
فقد اعتبر وزير الزراعة الأسترالي موراي وات، أن صاحب منصة إكس «تويتر سابقاً» «لا يدين بأي التزام أخلاقي تجاه الناس”
كما أضاف قائلا :”لقد شبع العالم من هؤلاء الأثرياء النرجسيين الذين يعتقدون أنهم فوق القانون”.
بدوره أيد بيتر داتون، زعيم المعارضة، انتقادات وزير الزراعة، معتبرا أن «ماسك يعتقد أنه فوق القانون”.
كما ألمح إلى استعداده لدعم مشروع قانون حكومة حزب العمال من أجل فرض عقوبات أكثر صرامة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعت هيئة الرقابة الإلكترونية الأسترالية موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الذي يملكه الملياردير إيلون ماسك، إلى توضيح طريقة تعامله مع مسألة الكراهية على الإنترنت.
وتقول جولي إنمان غرانت، مفوضة السلامة على الإنترنت في أستراليا، إن تويتر أصبح أكثر المنصات مثارا للشكوى في هذا الصدد.
وأمام موقع تويتر 28 يوما للرد على الهيئة الأسترالية، وإن لم يفعل فسوف يواجه غرامات محتملة تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات.
وقالت غرانت إن إشعارا قانونيا أرسل إلى تويتر يطالب بتفسير، بعد أن تبين أن ثلث الشكاوى الواردة تتعلق بالكراهية عبر الإنترنت على المنصة.
ويأتي ذلك على الرغم من أن لدى تويتر عددا أقل بكثير من المستخدمين من تيك توك، وفيسبوك، وانستغرام.
ومنحت هيئة الرقابة الأسترالية الشركة مدة 28 يوما للرد ، وإلا واجهت عقوبات تصل إلى 700000 دولار أسترالي (أي ما يعادل 475300 دولار أمريكي) يوميا بسبب الانتهاكات المستمرة.
وقالت غرانت: «يبدو أن تويتر أخفق في التصدي للكراهية».
والغريب هو ما أعلنته غرانت أن منضة ماسك أعادت بعض الحسابات التي كانت محظورة سابقا من مروجي الغضب والكراهية، ومن بينهم النازيون الجدد في أستراليا وخارجها».
في الختام، المعروف عن ماسك أنه يؤمن أن هناك حياة على الكواكب الأخرى.. فلماذا لا يذهب اليها ويريحنا من «شيطنته»؟!.