أنطوان القزي

تعيش الجالية اللبنانية والعربية في الفترة الراهنة أسوأ أيام التوتر والقلق شرق أوسطياً واستراليأ.
فعيون المغتربين موزّعة بين فلسطين وجنوب لبنان والأردن والعراق وسوريا ومصر والسودان وطريق المسيّرات السريع بين إسرائيل وإيران.
وأيديهم على قلوبهم في أستراليا بعد حادثتَي بونداي وكنيسة وايكلي، علماً أن الحادثة الأخيرة أرخت بذيولها على الشارع الشرق أوسطي.
ومن المصادفات أن أبناء الجالية احتفلوا مساء الأحد بعيد البشارة وهو العيد الذي أصبح عطلة رسمية في لبنان يحتفل به المسلمون والمسيحيون معاً في 25 آذار من كل عام.
وفي سدني، درجت المطرانية المارونية على الإحتفال بهذا العيد منذ اعتماده عطلة رسمية في لبنان.
مساء الأحد ، شهد بيت مارون حضوراً لافتاً من أبناء الجالية، من رجال دين وعلمانيين، وكان المطران أنطوان شربل طربيه شكّل لجنة لتنطيم الحفل سنوياً.
هذا العام كان عنوان النقاش هو السلام، سلام الملاك جبرائيل الذي استهل به بشارة مريم المذكورة في الإنجيل والقرآن معاً.
وكانت ندوة نقاش حول السلام وما يعنيه وهل هو على أفضل حال في عالم اليوم؟.
شارك في الندوة كل من المطران روبير رباط راعي الأبرشية الملكية، مفتي أستراليا الشيخ رياض الرفاعي، رئيس تحرير النهار انور حرب، د. ممدوح مطر، وادار الندوة رئيس تحرير التلغراف أنطوان القزي.
وأجمع الحضور على أن السلام مفقود في معظم أصقاع الأرض، وهو في عنق زجاجة بسبب التسلّط والطمع والظلم ومصادرة الحريات.
فالأمم المتحدة التي أنشئت لتعزيز السلام في العالم بات دورها مشلولاً لأن قرار فيتو واحد تمارسه دولة كبرى ينسف كل الجهود الأممية.
وبدل الإنصراف الى المصالحات نرى الدول الكبرى تعمل على تصدير السلاح ( أوكرانيا افريقيا نموذجاً). وبدل مساعدة المنظمات الإنسانية في ظل ارتفاع عدد الجياع، نرى هذه الدول توقف المساعدات ( الأونروا وغزة نموذجاً).
كما أوقفت في الماضي دعم الأونيسكو ومحكمة العدل الدولية إذا كانت قراراهما لا تنسجم مع أطماع هذه الدول.
وفي أستراليا حيث نعيش، السلام مفقود أيضاً، إذ لا يمرّ يوم في كل من كوينزلاند ونيوساوث ويلز وفيكتوريا دون حادثة طعن أو اطلاق نار أو سرقة.
وجرائم الشبيبة تتمدّد بشكل خطير، والقيم العائلية والإجتماعية تتراجع، ووسائل التواصل الإجتماعي باتت هي الدين والدنيا. ولم يبق من سلام جبرائيل سوى العبرة والذكرى.
وناشد المتحاورون الجميع ان يكونوا جنود سلام كلٌّ من موقعه.
وفي مستهل النقاش، وجّه القزي تحية الى القيادات الروحية الشرقية في سدني ، المسيحية والإسلامية على سرعة تحرّكها وسرعة استيعاب ذيول حادثة الاعتداء على المطران مار ماري عمانوئيل ودينامية الاتصال برئيس حكومة الولاية ومفوض الشرطة والوزراء المعنيين، ما وفّر مظلّة اطمئنان في أوساط الجالية. واحترام القانون هو ضمانة الجميع.