في كل رعية يحلّ فيها، يُطلق العمل الرسولي بزيارة عائلاتها بيتاً بيتاً، يشكّل اللجان ويعمّق التواصل مع الشبيبة ويأخذه التنظيم الى أبعد الحدود، وعندما يغادر ،يترك رائحة زكية تقول»: المونسنيور عمانوئيل صقر مرّ من هنا».
عاد الى سدني منذ أيام النائب الأسقفي لشؤون الرعايا والعمل الرعوي في الأبرشية المارونية المونسنيور عمانوئيل صقر ليستقرّ خادماً لكنيسة مار يوسف كرويدن بعدما غاب لفترة 8 سنوات ، أمضى ثلاثاً منها في ملبورن وخمس سنوات في أدليد، وفي كل محطة كانت له ورشة عمل رعوية ونهضة مشهودة.
عن رعية كنيسة مار مارون في ادليد التي أمضى فيها السنوات الخمس الأخيرة يقول المونسنيور صقر:» إنها تعدّ 950 عائلة مارونية أو ما يقارب الأربعة آلاف شخص وكثير منهم هجرتهم قديمة الى جنوب أستراليا، ولا ننسى أن المهاجر اللبناني الأول الى استراليا مسعود النشبي فخري وصل الى أدليد وأقام فيها سنة 1954 قبل أن يعود الى لبنان».
ويضيف صقر:» تتسع الكنيسة هناك ل140 شخصاً وتكون مليئة في القداس الصباحي، ونحن نقيم قداسين صباحي ومسائي .
كما نقيم قداساً للشبيبية يحضره حوالي 50 شاباً وشابة».
وعن البلدات والقرى التي اتى منها موارنة أدليد، يقول المونسنيور صقر:» العدد الأكبر هو من بلدة بيت عوكر قضاء زغرتا التي ينتمي اليها القنصل الفخري السابق في جنوب أستراليا الياس النمر، تليها بلدة عينطورين ثم كل من بلدات بقرزلا وبسلوقيت وبنشعي بالإضافة الى عائلات متفرّقة”.
وعن تاريخ الرعية المارونية في جنوب أستراليا ، يوضح المونسنيور صقر:»
الموارنة موجودون في جنوب أستراليا من اكثر من مئة سنة والرعية قديمة تعود الى سنة 1972 يوم أسسها المونسنيور يوسف نضيرة.
كانت الرعية قابلة للنشاط ومنذ وصولي في نيسان سنة 2019 عملت على الإتصال بالناس وزرت كل العائلات المارونية في بيوتها وانا اليوم أعرفهم جميعاً بالأسماء. وتراهم يأتون بأعداد كبيرة كلما نحضّر للإحتفالات الكنسية.
كما أني شكّلت لجاناً ومجلساً رعوياً ووضعت خريطة عمل للسنوات ال15 المقبلة.
وأنا اليوم جد مرتاح لسير العمل في الرعية خاصة وأنها في يدٍ أمينة مع الأب لبنان طربيه رحمة الذي أتمنى له كل توفيق».
ولدى سؤاله عدد اللبنانيين في جنوب أستراليا، يقول صقر :”إنه عشرة آلاف لبناني ، يأتي الدروز في الطليعة ، يليهم الموارنة ثم بقية الطوائف علماً الطائفة الأرثوذكسية الإنطاكية لديها أيضاً كنيسة في أدليد».
وعن كنيسة مار يوسف كرويدن التي عاد اليها المونسنيور صقر ويعرفها ويعرف رعيتها جيّداً ، فهو يعرب عن سروره بسير العمل فيها ، فهناك مركز لحضانة الأطفال الذي تاسس مؤخراً، و”سنبدأ قريباً ببناء مركز الشبيبة الإجتماعي الرعوي قرب الكنيسة والذي سينتهي العمل منه سنة 2026 كما هو مقرّر”.
وعن رعية سيدة لبنان في ملبورن التي خدم فيها بين سنتي 2016 و2019 يقول صقر أنها تضم عدداً كبيراً من الموارنة ولهم حضور ملموس، ويضيف انه في ملبورن حصل على الماستر في اختصاص رعوية العائلة في معهد يوحنا بولس الثاني التابع لإحدى جامعات روما.
ويرى صقر أن العمل في رعايا خارج سدني يمنح الكاهن ثقافة مضافة ويكسبه خبرة رعوية جديدة.
المونسنيور عمانوئيل صقر من مواليد بلدة دبل جنوب لبنان، انتقل مع العائلة للسكن في برج حمود وهناك تعلّم في سنواته الأولى الى أن التحق بإكليريكية غزير وبعدها تخصّص باللاهوت في جامعة الروح القدس في الكسليك.
رسمه المطران يوسف بشارة كاهناً في انطلياس سنة 1999.
بين سنتي 1999 و2004 خدم في رعية بكفيا التي يوجد فيها أكثر من كنيسة، وهناك تعرّف الى الأب عاد أبي كرم الذي أصبح مطراناً فيما بعد.
في أول شباط سنة 2004 وصل المونسنيور صقر الى أستراليا في عهد المطران عاد أبي كرم وخدم في رعية سيدة لبنان في هاريس بارك لسبعة أشهر.
بين 12 أيلول سنة 2004 ونيسان سنة 2012 خدم رعية مار يوسف كرويدن.
بين سنتي 2012 و2016 خدم رعية كاتدرائية مار مارون في ردفرن.
سنة 2013 رُقي الى درجة مونسنيور على يد المطران عاد أبي كرم.
سنة 2016 انتقل الى ملبورن وفي نيسان سنة 2019 تسلم رعية مار مارون في ادليد حتى 5 نيسان 2024 تاريخ عودته الى سدني. المونسنيورعمانوئيل صقر حمّل «التلغراف» رسالة محبّة الى الجالية المارونية التي يتطلّع الى مواصلة العمل معها في أي رعية وُجد، كما وجّه تحية الى راعي الأبرشية المطران انطوان شربل طربيه لسهره على مصلحة الطائفة لخير لبنان وأستراليا.
وإلى أبناء رعية مار يوسف كرويدن يقول المونسنيور صقر:» سنكمل معاً ما بدأناه، فالحصاد وفير وأنتم سواعد الخير».