تجمع آلاف المسلمين في مسجد لاكمبا في سيدني لأداء صلاة العيد صباح الأربعاء، ولا يوجد سياسي في المناسبة.
ليس لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك. بل لأنهم لم يكونوا مدعوين..
يعد مسجد لاكمبا واحدًا من أكبر المساجد في أستراليا وعادةً ما كنا نرى في أول يوم من أيام العيد، عندما يجتمع المسلمون لصلاة الصبح بعد شهر من الصيام في رمضان، رئيس الوزراء ورئيس حكومة نيو ساوث ويلز ونواب البرلمان وأعضاء المجلس ومجموعة من الضيوف الخاصين.
لكن المسجد اختار عدم دعوة أي من السياسيين هذا العام، مشيراً إلى المخاوف المتزايدة بين المجتمع المسلم حول كيفية استجابة الحكومة للحرب في غزة.
وقال أمين مسجد لاكمبا، جميل خير، إنه كان من السهل اتخاذ قرار بعدم دعوة أي من أعضاء البرلمان إلى صلاة العيد السنوية لهذا العام.
وقال: «لقد كسرنا التقليد المتمثل في دعوة السياسيين لدعم غزة”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، وشكل الأطفال ما يقرب من ثلث الضحايا.
واستخدمت وزيرة الخارجية بيني وونغ خطابا في الجامعة الوطنية الأسترالية مساء الثلاثاء للإعلان عن أن الحكومة الفيدرالية تفكر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقالت إن الاعتراف الدولي يمكن أن يساعد في «بناء الزخم نحو حل الدولتين» مع إسرائيل.
وقالت «في نهاية المطاف، لن يتحقق السلام والأمن لإسرائيل إلا إذا كانت لدينا دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية”.
لكن السيد خير قال إنه لا يزال هناك شعور متزايد بين المجتمع العربي والمسلم بأن الحكومة لم تقم بتبديد مخاوفهم بشأن الحرب بشكل كاف.
وقال «إن الحكومة الفيدرالية تتجه أكثر نحو الجانب الرحيم ونود أن نشكرهم على ذلك”.
ولهذا المزاج آثار متموجة في المجتمع الإسلامي والمشهد السياسي الأوسع.
وقال السيد خير إن هناك الكثير من الحرارة في المجتمع حاليًا، ولا يعتقد أنها ستتلاشى قريبًا.
وفي الشهر الماضي، تم إلغاء الإفطار الرسمي السنوي في ولايتي فيكتوريا ونيو ساوث ويلز، حيث رفضت الهيئات الإسلامية الكبرى في البلاد الدعوات بسبب موقف الحكومة من غزة.
أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً أن الناخبين المسلمين ينقلبون ضد حكومة حزب العمال بشأن هذه القضية.
وأدارت مجموعة ريدبريدج لاستطلاعات الرأي مجموعتي تركيز من الجاليتين العربية والتركية في مقعد حزب العمال الآمن كالويل في ملبورن، ووجدت أنهما على استعداد للتأرجح ضد الحكومة في الانتخابات المقبلة.