إبراهيم الزعبي- مدير إذاعة الصوت الإسلامي في سدني
الجيل الجديد الصاعد في أستراليا الذي ولد وترعرع ونشأ فيها ماذا يستفيد من دعاة لا يحسنون حرفاً واحدا من اللغة الإنكليزية .
نسبة الشباب المسلم في أستراليا فاقت الى حد كبير نسبة الكبار واصبح الشباب هم الأكثرية الساحقة بلا منازع ولا مدافع، وهم بحاجة الآن وأكثر من أي وقت مضى الى دعاة متخصصين يجيدون اللغة الانكليزية قراءة وكتابة وتحدثا ويلمون بها إلماما كاملا متقنا كي يستطيعوا توصيل هذه الرساله السمحاء بطريقة مفهومة سهلة .
إن جيل الكبار هنا في استراليا على وشك الرحيل والانقراض ومعظمهم يعرف الكثير عن أمور دينه ومتعلق بأهداب الدين حتى النخاع، ومعظم الدروس والأحاديث الدينيه باتت بالنسبة اليهم مكررة سمعوها عشرات المرات في السابق وهضموها ووعوها .
ولكن ماذا عن الشباب الذي يصعب عليه فهم اللغة العربية، ماذا يستفيد من كثرة الدعاة والشيوخ والأئمة الذين لا يحسنون هذ اللغة ؟ ماذا يستفيد من وجودهم ؟ بربكم خبروني إذا كانت الغاية هي فقط من أجل الفسحة والتنزّه والكسب فاهلا وسهلا بهم ضيوفاً واخوة اكارم، وعلى الرحب والسعة ، قلوبنا وبيوتنا مفتوحة لهم.
اما إذا كانت الغاية هي لتعليم الدين ونشر الدعوة فليسمحوا لنا بها . شبابنا هو المتعطش الى التعلم والفهم والإحاطة ببعض امور دينه.. شبابنا الذي يجرفه الانحراف وتتصيده العصابات. شبابنا المطوق بالرذيله الملفوف بأجواء الفسق والفجور والعصيان ، شبابنا الذي يواجه الدعوة الشرسة المدروسة ليتقبل المثلية والمناهج الاباحية ، شبابنا هؤلاء هم الذين يحتاجون الى الدعوة والشرح والتفسير والى الدعاة المهرَة الذين يعرفون فقه الواقع . هؤلاء هم الدعاة الذين نريدهم وهؤلاء هم الائمة الذين نحتاج اليهم . . ولا يمكن لكل شيخ ان يحضر معه مترجما أبدا ، هذا إذا كان متخصصا أصلا وهذا صعب المنال والتحقيق . فكفانا نختبئ وراء أصابعنا ونغطي الحقيقة ونظهر العطف والحنان واللف والدوران مسايرة لهذا الشيخ ودعما لذك الامام . فليتفضل إلى أستراليا من يستطيع افادة شبابنا وجيلنا الصاعد ويفيده وليس ليستفيد هو فقط. .