أنطوان القزي

مساكين نواب التغيير، فهم ممنوعون من تجاوز مساحتهم داخل البرلمان، وممنوعون من الحديث عن العراضات المسلحة في الشوارع.
فقد أثار الظهور المسلّح في العاصمة بيروت، وتحديداً في منطقة الطريق الجديدة، خلال تشييع «الجماعة الإسلامية» أحد مقاتليها الذين سقطوا في الجنوب، مخاوف أبناء العاصمة من إعادة مدينتهم إلى زمن الفوضى، خصوصاً في ظلّ عجز الدولة عن التصدّي لهذه الظاهرة؛ سواء في بيروت أو غيرها من المدن والمناطق اللبنانية.
وشيّعت «الجماعة الإسلامية» – «قوات الفجر»، ثلاثة من مقاتليها الذين سقطوا في الجنوب، وتخلل التشييع انتشار عشرات المسلحين المقنعين فيما وضعه البعض في سياق استعراض القوّة.
ولأن بعض النواب انتقدوا هذه العرّاضة المسلحة ، سمّاهم نائب الأمين العام للجماعة الشيخ عمر حبتور «نواب الغفلة»
أثار خطاب حيمور ردوداً منددة:
النائب وضاح الصادق رأى أنه خطاب سفيه ومتعال يسخر فيه من إرادة أهل بيروت، من خلال شتم ممثليهم في البرلمان وتخوينهم، لا لشيء إلا لأنهم يرفضون استباحة بيروت وإغراقها في فوضى السلاح غير الشرعي».
وأضاف: «نواب «الغفلة» هؤلاء، يا نائب الأمين العام، نالوا أصواتا اكثر مما نالته «الجماعة» في لبنان، فهل اصبح أهل بيروت عملاء للسفارات؟ هذا خطاب بإهدار الدم والتحريض الرخيص لا يتناسب مع الخطاب الرصين لممثل الجماعة في البرلمان، وهو يشوه حقيقة اعتدال أهل السنة في لبنان».
ورفض «الحملة التخوينية التي تعرضت لها مع زملائي ممثلي العاصمة، وتحديدا النائبين ابرهيم منيمنة وفؤاد مخزومي»، داعياً دار الفتوى الى «ضبط المنابر والخطابات التي تتخطى كل الحدود الدينية والأخلاقية».
أما النائب منيمنة فكتب: «انتقدنا مشهد العراضات المسلحة للجماعة الإسلامية في العاصمة بيروت من موقعنا النيابي وبلغة ممثلي الشعب ومصالحهم وأمنهم، فردوا علينا في شهر رمضان المبارك بلغة السباب والشتائم التي تعبر عن الناطق بها وعن إفلاسه السياسي. لغة أقل ما يقال فيها انها لغة السفهاء».
وجدد «رفضنا قطعا للممارسات التي شهدناها في بيروت من انتشار مسلح وإطلاق نار عشوائي، ودعوتنا الى وضع حد لها فورا»، مشدداً على «أننا لن نرضخ ولن نسمح بالفوضى ولا باستنساخ هذه التجارب في المجتمع اللبناني عموماً من أي جهة كانت».
ووصف النائب مارك ضو خطاب نائب الأمين العام لـ»الجماعة» بأنه «تحريضي، يؤكد ان هذه الجماعة باتت تلعب دور الغطاء السني لحزب الله، كما لعب غيرها دور الغطاء المسيحي، هو خطاب التخوين وإهدار دم اللبنانيين الذي يشكل انقلاباً تاماً  على سلوك «الجماعة» وخطابها المدافع عن السيادة والاعتدال منذ 2005».
مساكين نواب التغيير، فهم «لا مع الجماعة بخير ولا مع الأستاااااذ بخير» .