بقلم نوفل حنا نوفل – سدني

الذي يجتاح العالم في هذه الايام العصيبة هو الخوف الشديد من شدة الأمراض النفسية والجسدية، التي يعاني منها العديد من الناس والتي صنعتها وخلّفتها الحروب الدينية والحزبية والطائفية، حيث ذهب ضحيتها الملايين من الناس الأبرياء والمسالمين من قتل وتشريد وتهجير واذلال ، والذين لا ناقة لهم ولا جمل . هذه الحروب الرمادية والتعسفية تهدد كيان المنطقة والناس اليوم وغداً بالعقاب والقتل أو التشريد ، فلماذا يوجد في شرقنا العربي حكومات تظلم شعوبهم كانهم سلع للتجارة والبيع والشراء والسلب والقتل ؟ نأسف جداً ان كنا نوضح في هذه المقالة وهذا التحليل السياسي ، عن بعض النقاط المهمة والسيئات والفضائح والسياسات الفارغة من الضمير والوجدان والحق والعقل الموزون ، من حيث لا يحق لهم انتهاك حقوق المواطن وحقوق العائلات الشريفة والمستورة ، فلماذا يوجد لنا وطن وهوية لا قيمة لنا في داخله ،وهوية تجعل من التطرف الاحمق عداوة هائلة ، والبلبلة والتفرقة السائدة بين المواطنين ، لانه من المعلوم جداً لا حقوق ولا كرامة للإنسان داخل وطنه ومسقط رأسه ، فهل اصبحت هذه الحكومات التي أسّساها الاستعمار وقسّمها إلى دويلات وحظائر صغيرة ، تعامل الناس مثل الفاتح العشوائي الجاهل والمغتصب والمستعمر الظالم والعنصري والفطريّ المتخلف? الذي يفرض غضبه وتخلفه على الناس لكي يعيشوا في هاجس الويلات والفقر والخوف والتنكيل ، اما بالنسبة للمقارنة بين الأوطان العربية والأوطان الأوروبية، نرى الفرق شاسع جداً،لأننا نرى منذ عقود على عظمة المعاملة الحسنة لمعظم الذين هجروا من الدول العربية وذهبوا إلى الدول الأوروبية ، والذين حصلوا على جميع حقوقهم وعلى اعلى مستوى من المعاملة الجيدة والواجبات الحسنة والمساواة بكل شيء مثلهم مثل اي شخص من اهل البلد ، من دون اي عنصرية او تعصب او اذلال او تحقير للإنسان على انه مشرّد أو لاجيء في بلادهم ، هذه الشعوب وهذه الحكومات التي تدعم العائلات بالتساوي والحقوق، السهرانة على راحة سكانها ، من هنا ارسل لهم كل التقدير والاحترام والف تحية مع حبي وشكري الجزيل ، من حيث هذه الأعمال تاتي عن ايمان داخلي ،ومستوى علمي وثقافي عالي وراقي جداً ، لأنهم مجتمع حضاري بكل للكلمة من معنى ، يشعر ويحترم ويقّدر الإنسان وما معنى الانسانية لكي يعطيه جميع حقوقه من المهد إلى اللحد ، هذه هي المفارقة الكبرى بين الدول التي تداوي ونعلّم وتساعد شعوبها والتي تبذل ٦٠ /١٠٠ من المدخول المالي العام ،لمساعدة شعوبهم مع تامين الطبابة والأدوية المجانية والتعليم المجاني والمواصلات واعطاء رواتب التقاعد لكل إنسان كبير في السن ، ان كان من سكان البلد او اي غريب جديد دخل بلدهم وسكن فيها وأصبح ينال حقوقه مثله مثل اي مواطن محترم في بلده ، من دون اي تمييز او تفرقة عنصرية على الإطلاق ، فهل توجد اي مقارنة بين الأنظمة العربية وبين أنظمة الدول الأوروبية، فانه من المؤسف جداً ان نقول ونعترف بان الفارق كبير جداً بين العرب وبين الشعوب الأوروبية ، من حيث لا توجد اي مقارنة فلو كانت خمسة بالمئة بأقل تعديل ، والفرق الكبير بين دول متقدمة نموذجية وحكومات تعمل المستحيل لتطوير ودعم وتعليم وتثقيف شعوبهم إلى حياة افضل والمستقبل الباهر ، وتأمين جميع وسائل الراحة والحياة السعيدة والرفاهية والمساواة ، وما بين حكومات ليس لديهم قوانين متقدمة وحديثة ، وليس لهم اساس حضاري كما يجب ، بل أنهم حكومات فرضوا قوانين رجعية متطرفة حزبياً وحروب تتغذى بالمال والعتاد من الخارج لعدة منظمات في المنطقة لتفرض وجودها وتحكم وتقتل وتهجّر وتسلب حقوق وممتلكات الناس ، فهل قرأوا عن المثل الصحيح والشهير ؟ الذي قيل فيه العدل اساس الملك .