أنطوان القزي
من يقرأ المشهد السوداني يظنّ أنه أمام مشهد من غزّة ، لكنه أسوأ لأنه بين أبناء الوطن الواحد.
تماماً كما حصل في سوريا وما خلّفه من قتل ودمار وتهجير.
وما حصل في العراق مع الوجود الأميركي وبدونه.
العدوى الغزاوية ما زالت تمتد بين الأخوة.
وما يحصل اليوم في السودان مثير وخطير ومؤسف: لكن أحداث غزة صرفت عنه الأنظار.
عندما تقرأ مثلاً خبراً صغيراً في صحيفة أمس الأول عن السودان تظنه عن غزة:
حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، يوم الجمعة، من احتمال معاناة 700 ألف طفل في السودان من أخطر صور سوء التغذية هذا العام، مع احتمال وفاة عشرات الآلاف،.
ودمرت الحرب المستمرة منذ 10 أشهر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية البنية التحتية للبلاد، وأثارت تحذيرات من المجاعة ودفعت ملايين للنزوح داخل البلاد وخارجها.
وقال متحدث باسم «اليونيسيف» في مؤتمر صحافي بجنيف: «تبعات آخر 300 يوم تفضي إلى ترجيح أن أكثر من 700 ألف طفل يعانون من أخطر صور سوء التغذية هذا العام». وأضاف: «لن تتمكن (اليونيسيف) من علاج أكثر من 300 ألف من هؤلاء من دون تحسين إمكانية الوصول ومن دون دعم إضافي. وفي هذه الحالة، سيموت عشرات الآلاف على الأرجح».
وعرّف أخطر صور سوء التغذية بأنه سوء تغذية حاد وشديد يجعل الطفل أكثر عرضة للوفاة بنحو 10 أمثال بسبب أمراض مثل الكوليرا والملاريا. وأضاف أنه من المتوقع أن يعاني 3.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد.

وقال: «على الرغم من حجم الاحتياجات، لم يتسنَّ الحصول على التمويل الذي سعت إليه (اليونيسيف) العام الماضي لنحو 3 أرباع الأطفال في السودان».
ودعت «الأمم المتحدة» الدول إلى عدم نسيان المدنيين الذين يعانون من الحرب في السودان، وحثّت على جمع 4.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية، ودعم أولئك الذين فروا إلى دول مجاورة.

ويوم السبت ، بات السودانيون في عزلة تامة عن العالم وعن بعضهم بعضا؛ بسبب استمرار انقطاع الاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت. وأصبح الاتصال بالأهل والأقارب داخل البلاد شبه معدوم.
هذا غيض من فيض ما يحصل في أغنى بلد عربي لكنه الأفقر في الواقع لأن صراع الجيش والدعم السريع الفريقين المتصارعين يصرون على إرجاع السودان الى زمن دارفور والجنجويد
( الصورة) ببصمات رسمية؟!.