أنطوان القزي

يقف أنطوني ألبانيزي على باب البرلمان الفيدرالي في كانبيرا، ينظر الى الخارج، يفرك يديه ويقول: «أين أنتِ يا بيني وونغ»، ثم يلتفت الى الخارج ويقول:» أين أنت يا جيم شورت»؟!
وزيرة الخارجية بيني وونغ التي سجّلت ضربة موجعة للصين في بداية عهد العمال حين زارت عشر جزر مستقلة في الباسيفيك واستمالتها الى أستراليا، نجدها اليوم غائبة عن السمع بعد التقدم الكبير في العلاقة بين بكين وأكبر دول الباسيفيك بابوا نيو غينيا وباتت الدولتان قاب قوسين من توقيع معاهدة أمنية بينهما.
وهذا الاسبوع حث مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية بابوا غينيا الجديدة على رفض عرض الصين بشأن اتفاقية أمنية محتملة، محذرًا الدولة الواقعة في المحيط الهادئ من أن أي ضمانة أمنية مع بكين ستكون لها عواقب وتكاليف.
وقال نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد فيرما لصحيفة سيدني مورنينغ هيرالد في مقابلة نشرت يوم الاثنين بالتوقيت المحلي «لقد رأينا أن الالتزام الصيني في مجال الدفاع أو الاستثمار يأتي بتكلفة عالية. وهذا ما نقوله لبابوا غينيا الجديدة”. .
وقال وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو لرويترز الأسبوع الماضي إنها تجري محادثات مبكرة مع الصين بشأن اتفاق أمني محتمل. وقال تكاتشينكو إن الصين عرضت مساعدة قوات الشرطة في بابوا غينيا الجديدة بالتدريب والمعدات وتكنولوجيا المراقبة.
وتعتبر الولايات المتحدة وحليفتها أستراليا منذ عقود أن المحيط الهادئ هو مجال نفوذهما وتسعى إلى ردع الدول الجزرية عن تشكيل علاقات أمنية مع الصين، بعد أن وقعت بكين اتفاقية أمنية مع جزر سليمان في عام 2022.
وجاءت تصريحاته قبل خطاب يلقيه رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابي أمام البرلمان الأسترالي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وفي وسط زحمة التصاريح، الكل يسأل أين بيبي؟!.
داخلياً ، ما زال وزير الخزانة جيم شورت عاجزاً عن انتقاء الكلمات التي يتوجه بها الى المواطنين الأستراليين وهو يزفّ اليهم خبر زيادة جديدة على أسعار الفائدة.
أمّا البانيزي فيقف عاجزاً عن لجم خطاب الكراهية في البلاد.؟!