الكاتب والباحث:
منير الحردول -المملكة المغربية-
ثقافة الخطاب الديني في التعاملات اليومية داخل المجتمعات العربية على الخصوص، ثقافة تكاد تكون ثابتة في جميع العلاقات الاجتماعية المتشعبة بأبعادها المختلفة..بيد أن واقع الحال والحقيقة المرة، تجعلنا دوما في نفق اسمه الرجوع للوراء..
فلا الصدق استقام، ولا الوضوح دفع به إلى الأمام، ولا ولا..فهاهو الغش، التدليس. أكل اموال البشر بالتحايل وغيرها من الأمور الظاهرة للعيان.. فلا غبار عليها..
وها هي البيئة والمشهد العام، في الحدائق والشوارع وأمام البيوت والأسواق والمقابر والملاعب تشهد على سلوكاتنا وأنانيتنا..وها هو الحسد والترصد المرضي وغلق الأبواب في وجه النجاح آخذ في الزحف على النفوس، بين الإخوة والأخوات والأصدقاء والأسر، بل وبين الأفراد والجماعات..
هذا واقعنا..أرجوكم أنظروا للمرآة بتمعن ولو في كل صباح..فلا يعقل لمن يقول ما لا يفعل أن يغير حال وأحوال واقع يحتاج لرجات عدة..لكن الرجة التي قد تعيدنا لمنوال الوضوح، هي رجة الوضوح وعدم التحايل على نقاء تراث الأصل..
ولعل ثقافة الأصل الذي كانت فيها الشيم شامخة بدون برامج ولا مدارس ولا سياسات ولا هكذا، أمست تطرح اسئلة لا حصر لها، لاسيما عندا يتحدث المرء عن حدوى دور مؤسسات التربية والتعليم ومساهمتها في غرس قيم أضحت تضمر مع تنامي ظاهر الأنانية المفرطة والمرضية!!..
أنظروا للرعيل الذي كان يقول مايفعل..أنظروا للتاريخ الذي يعد مفخرة لتعرية الحقيقة، والذي يحاول البعض تغطيته بخطابات ثقافية طمعا في العودة للمناصب والامتيازات بعيدا عن نكران الذات والبناء الشامل المتزن بإخلاصه في كل شيء..سأعود وأفصل أكثر..لكن لاحقا!!