أنطوان القزي
في وقت كان لاعبو الفريق الفلسطيني لكرة القدم يسجّلون نقطة مضيئة في وصولهم الى تصفيات كأس آسيا لكرة القدم، ويؤكدون إيمانهم بسرّ البقاء يرفعون علم بلادهم في كل الميادين، كان وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس يعرض أمام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل نقل الفلسطينيين الى جزيرة إصطناعية لتكزن الوطن البديل.
هذا العرض المجنون، يذكّرنا بوعد بلفور، والفرق هذه المرّة ان وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل استهجن الفكرة وقال أنه لا
يمكن أن يكون لإسرائيل حق الفيتوعلى حق الفلسطينيين في ان تكون لهم دولة؟!.
لقاء بروكسل يوم الثلاثاء كالن عاصفاً: الأوروبيون قدموا مشروعاً من 10 نقاط يقوم على حل الدولتين ، وتجاهل كاتس المقاربة الاوروبية داعياً نقل سكان قطاع غزة الة الجزيرة المقترحة.
وزير الخارجية الفلسطيني ردّ على مقترح تل أبيب قائلاً :» إن الفلسطينيين ثابتون في أرضهم، ومن يقترح إنشاء جزيرة يذهب أليها هو».
وتتضمن فكرة إقامة الجزيرة الاصطناعية، قيام اتحاد شركات دولي ببناء جزيرة بمساحة 1300 فدان على مسافة 3 أميال من الشاطئ يصلها بالقطاع طريق معلق به جسر في منتصفه، يمكن رفعه لقطع الطريق.
ومن المقترح أن تضم الجزيرة مشروعات بنية أساسية، تشمل موانئ للبضائع والركاب، ومرسى، ومحطات غاز وكهرباء، ومحطة لتحلية المياه، ومكانا لإقامة مطار في المستقبل لتكون مركزاً تجارياً على غرار سنغافورة.
هل سمعتم هذه النكتة:» إسرائيل ستسمح بإقامة سنغافورة على كتفها»؟
وفي حين تبقي إسرائيل على سيطرتها على الأمن في مياه البحر المحيطة بالجزيرة، وتقوم بعمليات تفتيش للميناء، ستكون قوة شرطة دولية مسؤولة عن الأمن على الجزيرة ونقاط التفتيش على الجسر، وفق المقترح.
ووجه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، انتقادات شديدة لكاتس عقب الاجتماع، وقال للصحافيين إنه جاء لعرض أفكار عن جزيرة صناعية، وخط سكك حديد إلى الهند، وهي «مفاهيم لا علاقة لها بالسلام”.
وقال للصحافيين ساخراً: «كان لنا متعة مشاهدة مقطعي فيديو مثيرين للاهتمام، أحدهما كان عن مشروع جزيرة صناعية تعمل كميناء، والآخر، عن مشروع بناء خط سكك حديدية، يربط الشرق الأوسط بالهند، وهو الأمر الذي بدا مثيراً للاهتمام بالنسبة لنا”.
وأضاف: «أعتقد أن الوزير كان يمكن أن يستفيد من وقته، لعرض مخاوف بشأن أمن بلاده، والعدد الكبير من الوفيات في الشرق الأوسط، وحصيلة الضحايا الضخمة في غزة”.
وشدد بوريل على عزمه المضي قدماً في الدفع نحو حل الدولتين، في الشرق الأوسط، «بغض النظر عما إذا كانت إسرائيل راغبة في المشاركة أو لا”.
ويبدو أن الوزير كاتس «الصورة» هو من سلالة بلفور بنسخة منقّحة؟!.