طوني القزي
أصبح النجم العراقي أيمن حسين صاحب هدفي الفوز في مرمى اليابان قطرة الغيث في زمن الجفاف السياسي والأمني في العراق.
ما أجمل الفوز العراقي على اليابان في هذه الظروف الصعبة، وما أبهى أسود الرافدين وهم يهدون بلادهم فرحها ويعيدون اليها بريقها الذي سرقه السياسيون.
ايمن حسين الذي مزّق شباك الساموراي بهدفي الفوز ، روى عطشاً لم ندركه منذ زمن المتنبي وهو يستميح الشاعر أبو تمام، ليقول لنا «الكرة أصدق إنباء من الكتب وفي أهدافها الحدّ بين الجد واللعب»
فعلها أيمن حسين بقدميه الرشيقتين، ونغّص على اليابانيين فرحتهم زهم ينزلون على سطح القمر كخامس دولة في التاريخ يوم السبت بعدما فاجأهم بركلتين قاتلتين أوصلتا العراق والعراقيين الى المرّيخ افتخاراً وفرحاً.
ما كان أسعدني وأنا أعبر على مواقع التواصل الإجتماعي مع الإخوة العراقيين وأنا أشاركهم سعادتهم وأضمّ يديَّ الى صدري متمنياً استكمال الحلم العراقي الى خواتيمه السعيدة.
وكم كنت فخوراً وأنا أترصّد عناوين الصحف العالمية وهي تتحدّث ع7ن إنجاز أسود الرافدين وعن إحباط جماعة ال» كاميكاز».
وكم أعجبني أحد التعليقات:» أسود الرافدين عطّلوا الكمبيوتر الياباني»؟!.
كم هو جميل الفوز ، خاصة عندما تضيء الرياضة شمعة في ليل قاتم وطويل، والأجمل أن من أضاء هذه الشمعة هم أسود يحاربون بإمكانات متواضعة ويفوزون باللحم الحي، ويهدون الفوز لكل العراق، لبغداد وأربيل والسليمانية، للموصل والنجف والرمادي، لنينوى والبصرة والفلوجة، ولكل أطياف العراق في المهاجر ومعهم كل العرب ..وما وما زال بريق العيون العراقية يلمع في سماءات القارات الخمس تبلّله دموع الفرح وما أسخاها.
مبروك أسود الرافدين، أنتم لها.
لن تسْلمَ شباكٌ أمام عزم زئيركم.
كنتم وستبقون فخر العروبة وأملها.
حيّاكم الله.