أنطوان القزي
شارك الرئيس نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي في جنيف بالمنتدى العالمي للاجئين واستهلّ كلام باللازمة المعروفة:» لقد مرّ ثلاثة عشر عاماً على بدء الازمة السورية، وما تركته من انعكاسات مباشرة على لبنان، ابرزها وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري على ارضنا ، وارتفاع هائل في اعداد الولادات. إن التحديات التي نواجهها جراء هذا النزوح، تتجاوز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، لتطال الأمن المجتمعي، واهتزاز التركيبة الديمغرافية الحساسة لجهة تجاوز عدد الولادات السورية الولادات اللبنانية وارتفاع نسبة الجريمة واكتظاظ السجون، بما يفوق قدرات السلطات اللبنانية على التحمل. كذلك أدى التنافس على فرص العمل المحدودة الى زيادة التوترات والحوادث الأمنية”.

وختم ميقاتي قائلاً:»لن نبقى مكتوفي الايدي ونتلقى الازمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع اوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصّن انفسنا لاننا أصحاب الحق اولا واخيرا في العيش بوطننا بعزة وكرامة”.

قبلها بـأيام، قابل ميقاتي الرئيس السيسي، وفي نهاية اللقاء ، قال:» لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء العدوان الإسرائيلي في غزة وفي جنوب لبنان». والكلام ذاته قاله بعد لقاء العاهل الأردني في عمّان.
وفي مؤتمر المناخ في دبي، حيث لا أحد يدري على أي أساس شارك ميقاتي ، وهو لم يستطع أن يقول أكثر من :» نشدّ على أيديكم على ما تقومون به».إذ لا يمكن أن يقول «لن نقف مكتوفي الأيدي» حتى لا يكون «نكتة في المؤتمر».
ميقاتي الكثير التهديد بعدم الوقوف ساكتاً خاض معارك متعددة مع وزراء في حكومته، لم يستطع حسم واحدة منها.
فهو تعارك مع وزير المهجرين عصام شرف الدين حول اللاجئين وحصلت قطيعة بينهما، وحول ذات الموضوع تعارك مع وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار ، وهو لم يشأ مع الوزيرين تحريك يديه في لبنان وراح يهدد بتحريكهما في جنيف.!.
كذلك يخوض ميقاتي حربا شرسة مع وزير الإقتصاد محمد سلام ويحرّك ملفات قضائية ضده بهمة الفساد.
وسبق أن خاض ميقاتي حرب صلاحيات مع التيار الوطني والوزير جبران باسيل تحديداً ولا يزال.
وخاض ميقاتي حروباً مع بعض قيادات طرابلس..
وكلّما استعصى عليه حل مسألة حسابية، يتوجّه الى عين التينة حيث يعطونه الحل.
صحيح أن ميقاتي يمضي في الطائرة أكثر مما يمضي على الأرض.. ولكن لا بركة في هذه الحركة.. فهو عندما يصرّح يُغرق الناس في التعمية، وعندما يقرّر لا أحد يسمع له وعندما ينادي يواجهونه ب»التطنيش». وعندما يشعر بالإحراج يقول:» تفاءلوا بالخير تجدوه»؟!.

مسكين ميقاتي، ما زال يعتقد ان «الرمادي» يصلح في زمن حسم الخيارات، وهو لم يسمع أغنية الفنانة التونسية لطيفة : «يا أبيض يا أسوَد لكن مش رمادي»؟!.