أنطوان القزي
لستُ أدري لماذا تحشر الطائفية أنفها في كل مفاصل حياتنا علماً أنها كانت أصل البلاء الذي يلاحقنا خلف البحور السبعة.
فالمأساة التي حلّت بسكان غزّة رغماً عنهم، جعل منها البعض برضاهم مادة دسمة للمزايدة وعدنا الى زمن عملنا جاهدين لمحوه من ذاكرتنا.
مشاهد كثيرة حصلت في سدني لن أخوض في تفاصيلها، ولكني أحيل كثيرين على بعض ما يحصل في العالم العربي وما يقابله هنا، وأترك بين أيديكم الحكم على الأمور.
فأمس الأول السبت أحيا عمرو دياب مهرجاناً غنائياً في الإمارات ، والذين عادوا عن أبواب المهرجان أكثر من الذين نعموا بالحصول على بطاقات؟!.
فيما تستعد النجمة المصرية أنغام لإحياء حفلة غنائية على مسرح أوبرا دبي، يوم 10 تشرين الثاني بعد تأجيله، بسبب أحداث غزة.
واقرأوا معي هذا العنوان»عودة مهرجان الجونة في مصر بمظاهر داعمة لفلسطين»
وكتب مدير المهرجان :ستختفي المظاهر الاحتفالية وستقدم تظاهرة للسينما الفلسطينية وغالبا ستختصر فعاليات المهرجان إلى نحو خمسة أيام بدلاً من ثمانية… الموعد المقترح منتصف كانون الأول المقبل».
وأكد الشناوي أن هذا الموقف الإيجابي الذي يجب أن تلعبه كل الأنشطة الثقافية والمهرجانات الفنية في العالم العربي، معترضاً على فكرة الإلغاء أو التأجيل، تحت شعار التعاطف، واصفاً إياه بالموقف السلبي».
وأشار الشناوي إلى أن المهرجانات منصة قوية لتوصيل رسالة العالم العربي إلى العالم أجمع للتعبير عن دعم الشعب الفلسطيني.
فهل أقنعكم هذا التبرير؟!
ومنذ أيام وقفت فنانة عربية كبيرة على مسرح مهرجان الشارقة، و بين «الوصلة والوصلة»، كانت توجّه تحية لمواطني غزة معلنة التضامن معهم؟!!!.
والى الرياض، توجّهت سبع فنانات عربيات الاسبوع الماضي لإحياء تراث بليغ حمدي؟!.
وفي سدني ، قرأت على الفايسبوك إعلاناً يدعو الى حفل تبرّع لدعم السكان الباقين في قطاع غزة، فإذا بتعليقات تقول:» يقيمون الحفلات هنا وأطفال غزة يموتون هناك»؟!
فاضطر اصحاب الإعلان الى سحبه من التداول علماً إن غايته انسانية للدعم فقط؟!.
كما أن هناك انتقادات جارحة لمن يستقدم فنانين من لبنان الى استراليا في هذه الظروف؟!.
في مخيّم عين الحلوة أطلقوا الأسبوع الماضي «لجنة تنفيس الإحتقان» للحؤول دون تفاقم الأمور بين الأفرقاء.. فهل نحتاج الى لجنة مماثلة هنا؟!.