أنطوان القزي

لم يستطع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن «يبلع» تصرفات وزيرة الداخلية المثيرة للجدل سويلا بريفرمان
( الصورة)، فقرّر إقالتها.

سويلا هي نتاج خليط عجيب:اسمها الأصلي سو-إيلين، لكن في المدرسة كانوا يتجاهلون ازدواجية الاسم وينادونها سويلا حتى أصبح اسمها، وهي ابنة مهاجر من كينيا ومهاجرة من موريشيوس في الستينيات وتعتنق الديانة البوذية على رغم أن والدتها أوما هندوسية ووالدها كريستي مسيحي، ومتزوجة منذ عام 2018 برائيل برافرمان، وهو يهودي من جنوب أفريقيا يعمل مديراً لشركة «مرسيدس- بنز» في بريطانيا.
منذ أيام كتبت برافرمان مقالة وجهت فيها انتقادات لاذعة لتصرفات الشرطة، وكتبت: «يقابَل المتظاهرون اليمينيون والقوميون الذين ينخرطون في أعمال عدائية برد صارم، لكن الغوغائيين المؤيدين للفلسطينيين الذين يظهرون سلوكا متطابقا تقريبا يتم تجاهلهم إلى حد كبير، حتى عندما يقومون بمخالفة القانون بشكل واضح».
سويلا تستعدي المهاجرين وتحتقرهم مع إنها ابنة مهاجرَين. تطرد المشردين من الشوارع وتبعد اللاجئين الى رواندا في افريقيا وهي ملوّنة.

أنا لا أصدّق ما يحصل في بلاد وعد بلفور التي شهدت عاصمتها لندن تظاهرة ضمّت 300 الف شخص وهي الأكبر في العالم مؤيدة للفلسطينيين.
هناك طردوا وزيرة معادية للفلسطينيين ،وهنا في أستراليا يحتقرون نائبة مؤيدة للفلسطينيين تاركين السجينة السابقة بولين هانسون تصول تجول في البرلمان وتقول لسناتورة الخضر مهرين فاروقي عودي الى بلادك -باكستان، ويصفّق لها الأحرار والعمال معاً.
تحيّرني لندن، فعندما كان طيران هتلر يدكّ عاصمة الضباب ويدمّر أبنيتها في أيلول سبتمبر سنة 1940، كان بورجوازيو الانكليز يستمتعون بسهرة موسيقية في أحد المسارح في الملجأ، ولمّا اشتدّ القصف، راحوا يسألون عمّا يحصل فوق الأرض فعلموا ان الطيران الألماني يقصف عاصمتهم، وعندما خفّ القصف ، طلبوا من العازف أن يتابع العزف علماً أنه كان المانياً.
وتحيّرني لندن، فقد رفعت تمثالاً لنلسون مانديلا في اجمل ساحاتها ، وانتخبت هندياً رئيساً لحكومتها ونفضت يدها من تاريخها الاستعماري في افريقيا وآسيا.
وبعض الأستراليين هنا، يمارسون استعماراً بشرياً جديداً بحق مجتمعهم إسمه العنصرية.